قال خبراء ومتخصصون إن حملة “شرقية بلا سيارات تالفة”، التي أطلقها المجلس البلدي لأمانة المنطقة الشرقية في الخامس من يناير الحالي، تحقق نتائج طيبة في العديد من المجالات الاجتماعية والأمنية والبيئية، مشددين على أهمية تفعيل هذه الحملة واستمرارها، ليس في المنطقة الشرقية فحسب، وإنما على مستوى مناطق المملكة كافة، وقالوا إن الفوائد التي حققتها الحملة حتى الآن مُدعاة للفخر والتعميم في آن.
والبداية كانت من الدكتور سلطان الحربي المتخصص في تخطيط المدن، الذي قال: “للحملة “أهداف عديدة، سواء من ناحية المحافظة على المنطقة الشرقية جميلة وبهية، بلا أي مناظر قد تعكر هذا روعة هذا المنظر، وفي مقدمتها بالطبع، السيارات القديمة والتالفة، التي تركها أصحابها في الشوارع والأحياء المختلفة، فبدت وكأنها أكوام من التراب والغبار، وسط التجمعات السكانية، وجاء الوقت للتخلص من هذه السيارات، بإزالتها من أماكنها، واستغلال مواقعها كمواقف للسيارات الأخرى، خاصة إذا عرفنا أن بعض المناطق السكنية في الشرقية، تشكو من ندرة مواقف السيارات فيها”.
وقال: “يجب أن نعي أن أمانة الدولة تنفق مليارات الريالات على تحسين مدن الشرقية ومحافظاتها، والارتقاء بها، ومثل هذه الميزانيات على ضخامتها، قد لا يكون لها قيمة إذا كانت هناك أسباب تفسد المنظر الجمالي للمنطقة”. وقال “لاحظت الجهات المختصة وجود عدد كبير وضخم من السيارات التالفة والقديمة منتشرة هنا وهناك، ورأت أن إزالة مثل هذه السيارات يجب أن يندرج ضمن مخططاتها لتحسين المنظر الجمالي للمنطقة، ولا أبالغ إذا أكدت أنني استشعر تأثيراً واضحاً بنجاح الحملة في إزالة الآلاف من تلك السيارات من أماكنها”.
أشياء مسروقة وممنوعة
ومن جانبه، قال احمد مباركي الخبير الأمني إن حملة “شرقية بلا سيارات تالفة” لم تنطلق بأهداف جمالية فحسب، مؤكداً أن الأهداف الأمنية من وراءها لا تقل شأنا من الأهداف الجمالية. وقال: “ثبت لدى الجهات المختصة أن السيارات التالفة والقديمة، التي نساها أصحابها في الأزقة والشوارع الضيقة او في الميادين العامة، تستخدم أوكاراً للخارجين عن القانون، أو الذين لا يجدون مأوى فيبيتون فيها، ليس هذا فحسب، وإنما تستخدم كمخازن لتخبئة أشياء مسروقة وممنوعة، مثل الأموال والمجوهرات أو المخدرات وما شابه ذلك، ومن هنا، كان لابد من إزالة هذه السيارات من أماكنها، حفاظاً على الأرواح والممتلكات، خاصة إذا عرفنا أن هذه السيارات تقع في قلب الأماكن السكنية، وهذا يشكل خطراً أمنيا، رأى المجلس البلدي أن يتعامل معه بحزم من خلال هذه الحملة”.
ودعا الخبير الأمني إلى استمرار هذه الحملة إلى أن تحقق كامل أهدافها، وقال: “أنصح أن تستمر الحملة على مدار العام، بل أنصح بتعميمها على مناطق المملكة، لما لها من فوائد أمنية مهمة، أبرزها إبعاد الخطر عن التجمعات السكانية”.
أكوام التراب
ومن جانبه، رأى الوليد الناجم الخبير في شؤون البيئة أن حملة “شرقية بلا سيارات تالفة” تعزز معايير المحافظة على البيئة، وقال: “يجب أن نعرف أن مثل هذه السيارات، بجانب أن تفسد المنظر الجمالي للمنطقة الشرقية، فإنها كانت ذات خطر بيئي، لأنها تساهم في تلويث البيئة، بسبب من تحتويه على قمامة، سواء في داخلها وتحتها، هذا بخلاف أكوام الغبار التي تعلو جسمها الخارجي، ومثل هذه القمامة متروكة منذ سنوات وسنوات، وتساهم في تلوث المحيط البيئي حولها”.
وتابع: “الدولة تنفق الكثير من الأموال على النظافة والتجميل، وتزرع الأشجار والورود من أجل المحافظة على البيئة جميلة وصحية، وأعتقد أن السيارات التالفة والقديمة، تنال من هذه المجهودات، لذا رأى المجلس البلدي ضرورة إزالتها، حتى لا تذهب هذه الأموال سدى”.