رعت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مبادرة ” شكراً لك ” والتي أقيمت في دار الرعاية الاجتماعية للمسنات بالرياض بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والتي تعتبر لفته كريمة من سموها تجاه هذه الفئة العزيزة على قلوب الجميع، وقد أكدت سموها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة على أن المرأة السعودية تشهد نقلة نوعية في مجال تمكينها ليكون هذا العام عامها في عاصمة المرأة العربية ” الرياض” تحت شعار ( المرأة وطن وطموح ) وذلك انطلاقا من رؤية المملكة 2030 في هذا العام، وتأكيداً على أنها شريك أخيها الرجل في بناء وطن يُفخر بأبنائه وذلك من خلال تمكينهما الاقتصادي والاجتماعي وعلى دورهما المؤثر في القطاعات الحيوية . ونوهت إلى أن درجة تقدم الحضارة لكل دولة تقاس بمدى اهتمامها بكبار السن والذي يعتبر انعكاس لتحضير الدول ووعيها بالإرث الثقافي للرعيل الأول وأهميته لتنمية الجيل الجديد، وإن رؤية المملكة 2030 تعزز قيمة كبار السن وأهميتهم في مسيرة ربط الماضي بالحاضر .
وقالت في كلمة القتها بهذه المناسبة : أننا وطن له جذور تاريخية واجتماعية متأصلة في الإسلام النقي والعروبة الشامخة، التي تعمل على توجيهات دولتنا الغالية لربط ما كان عليه الرعيل الأول في جيل المستقبل وإصلاح ما كان من أفكار دخيلة على المجتمع السعودي في الفترة الماضية، ونحن اليوم بمناسبة يوم المرأة العالمي أفخر بأني بين أمهات من رعيل من النساء واثقات من أنفسهن ومعتزات بقيمهن ودوماً يتحلين بالشجاعة كما كانوا عليه من خصال وتنشئة المرأة السعودية الأصيلة بقوة، وقيادة المرأة لأسرتها ومجتمعها بطبيعتها، وأيضاً عما كان عليه الرجل السعودي من اعتزاز بشريكته المرأة ودعمها ومؤزرتها في بناء المجتمع.
وأضافت سموها: أن المملكة اهتمت منذ أكثر من 56 عاماً بدور الرعاية الاجتماعية للمسنين لما لها من دور إنساني واجتماعي ومن هم في حاجة إلى الرعاية وذلك من خلال الخدمات التي تقدمها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية من قبل اخصائيات اجتماعيات ونفسيات في كل ما يعينهن بالبرامج والأنشطة التي تساعدهن على استكمال ما ير غبنا من تعليم أو تدريب مهني لتعَلم بعض الحرف، ولن ننساهم يوماً أو تنساهم القيادة الحكيمة التي قدمت لهم الكثير والعديد من الخدمات من خلال 900 جهة حكومية وأهلية في كافة المناطق بناء على ما رصدته جمعية وقار.
وقالت في ختام كلمتها: أشكر خادم الحرمين الشريفين الذي حقق تطورات إن شاء الله ستستمر بشأن المرأة والذي أشهد أنه أراد تحقيقها. فلطالما كانت أمه وجداته ونساء بارزات قدوة له مثل اقتدائه بوالده وأجداده والمتميزين من رجال الوطن، وقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من أشار على الملك عبدالله بن عبد العزيز -يرحمه الله -حين ما كان أمير منطقة الرياض بتسمية الجامعة العملاقة والصرح التعليمي بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، كما شجع -حفظة الله-الباحثات والباحثون على تجميع السيرة الذاتية لنساء مشرفات من الماضي ومنها كتاب (نساء نجد) للدكتورة دلال الحربي في مركز أبحاث دارة الملك عبد العزيز.
كما أبارك لولي عهدنا الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز على خطواته الشابة والطموحة والمنبثقة من الماضي الأصيل الراسخ، لذا كلي أمل أنا وجيلي الحاضر جيل العمل النهوض والتمكين لنجاح يصبو إليه القيادة والشعب وبناء مجتمع متوازن ينعم أن شاء الله بالاحترام والخير والرخاء كما نشهده اليوم والحمد الله.
وأنا اليوم أقف بين مؤرخات وأديبات وفنانات أذكر لكن قصة كان يرددها والدي – حفظة الله-بأن الملك عبد العزيز – يرحمه الله -قد صادف في أحد الرحلات في الصحراء امرأة تمتطي فرسها لوحدها ليلاً فتوقف وسألها يا امرأة هل معك رجل قالت: معي الله ثم عبد العزيز، فتأثر الملك عبد العزيز من كلامها تأثراً كبيراً وقال لمن كانوا معه: هذه المرأة المتوكلة على الله ثم الواثقة برجلاً لم تره من قبل تستحق منا أن نعمل على تعزيز فخرها بنفسها وأمانها في بلادها. لذلك نحن نقف أمام بنات هذا الجيل من الأمهات أمثال تلك المرأة المؤمنة القوية المتوكلة واللاتي ما زلنا يحملنا عبق شجاعتهن وتوكلهن وإيمانهن.
وفي ختام كلمتها وبهذه المناسبة أعلنت سموها عن تبرعها لتوفير استراحة لبرنامج إحسان للتواصل الأسري مع الأمهات المقيمات داخل الدار.
ومن جانبها أكدت مديرة دار الرعاية الاجتماعية للمسنات بالرياض بدرية عماش عيد الثقيل على أن رعاية الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز آل سعود مبادرة ” شكرا لك ” هي لفتة حانية من سموها لأمهاتنا المسنات لتحتفل معهن بهذا اليوم والذي أدخل البهجة والسرور الى قلوبهن وهذا من ضمن البرامج المقدمة لهن وهي دمجهن بالمجتمع وهذا بالطبع الهدف الأسمى لإسعادهن بكل ما بوسعنا فعله تجاههن لعل ما نفعله يكون رفعةٌ لنا ولكم في الدرجات في زيارتها لهن.
وقالت: أن الجهود التي تقدمها الدولة في عهد خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز من حيث الاهتمام وتسخر لهم كافة الموارد المادية والبشرية من أجل الرعاية الكريمة لهم التي تتضمن الرعاية الطبية والدوائية والاجتماعية والنفسية وتلقي العلاج الطبيعي الذي يحتاجه المسن في هذا السن. بالإضافة إلى تأمين التغذية السليمة لهم بما يتناسب مع وضعهم الصحي وهذا كله يقدم على أيدي كوادر متخصصة في هذه المجالات حيث يتسابق الجميع ليحظى بخدمة الأمهات ونيل رضاهم من دافع إنساني قبل أن يكون واجب وظيفي أو مجتمعي بدءً بموظفات الدار الجليلات لشرائح المجتمع القديرة ومن الخدمات أيضًا التي يقدمها الدار الخدمة الطبية المتكاملة من كادر طبي مؤهل وعيادة شاملة وصيدلية تتوفر بها كافة الأدوية اللازمة.
كما أشارت إلى أن الباب مفتوح أمام الزيارات الداخلية للأمهات من جميع شرائح المجتمع وتوفير زيارات خارجية من قبل شرائح المجتمع. في استراحات ومخيمات ومراكز وجامعات.
ونوهت إلى أنه تم فتح فصل محو الأمية للدارسات اللاتي فاتهن التعليم. وأيضاً الحاق طالبتين بالثانوية لتعليم الكبيرات. وإلحاق أخريات بالمعهد المهني لتعلم بعض الحرف.
هذا وقد شهدت فقرات الحفل عزف السلام الوطني التي قدمته عهود الفيصل على آلة البيانو وكما بدأ الحفل بتلاوة من القرآن الكريم تلتها لولوة الأحمدي، وقصيدة شعرية ترحيبية بزيارة صاحب السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز القتها عائشة العنزي، وتم القاء كلمات من قبل هدي التركي التي تطرقت إلى دور المرأة وتمكينها في المجتمع، وكلمة عن الخدمات التي تقدمها الدار للمسنات وتمكينهن بالمجتمع القتها فاطمةحلمي .