حمى الضنك (dengue fever) تعتبر من أكثر الأمراض المنقولة بين البشر عن طريق البعوض، وتؤدي إلى حدوث تفشيات في عدد كبير من الدول من ضمنها الدول العربية، وخاصة المطلة على البحر الأحمر وبحر العرب كاليمن والسودان والمملكة السعودية وجيبوتي والصومال، وحالياً يوجد تفشٍ لحمى الضنك في محافظة أسيوط بمصر، حيث سجل شهر أكتوبر/ تشرين الأول وحده 253 حالة إصابة.
* العوامل التي تؤدي لانتشار حمى الضنك
ويرجع انتشار الفيروس إلى عدة عوامل منها:
– الزيادة المطردة في عدد السكان.
– نزوح السكان من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية.
– تكوين تجمعات عشوائية تفتقر إلى أساسيات المسكن الصحي، كتوافر المياه مما يؤدي إلى تخزين المياه في أوانٍ، وعدم وجود شبكة صرف صحي مناسبة لعدد السكان، مما يؤدي إلى تجمع المياه، وهي عوامل تؤدي إلى تكاثر البعوضة الناقلة للمرض.
– التغيرات المناخية.
– زيادة حركة التجارة تعتبر من العوامل المساعدة على انتشار البعوض في العديد من الدول.
* الفيروس المسبب لحمى الضنك
حمى الضنك يسببها فيروس الضنك، وهو من عائلة فيروسات الفيلافي (وهي نفس عائلة فيروس الإيبولا).
هناك أربعة أنواع من الفيروس يطلق عليها DENV1, DENV2, DENV3, DENV4، تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة إناث البعوض، خاصة البعوض من جنس الزاعجة المصرية Aedes aegypti، وفي حالات نادرة من الممكن أن ينتقل الفيروس عن طريق نقل دم ملوث، أو عن طريق نقل الأعضاء، بالإضافة إلى انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى الجنين.
وتبلغ فترة حضانة الفيروس داخل جسم الإنسان بعد لسعة البعوضة من 3 إلى 14 يوماً.
أعراض الإصابة تشبه أعراض الإنفلونزا، ويتم الاشتباه بالإصابة عند ارتفاع درجة حرارة الجسم (40 درجة)، بالإضافة إلى اثنين من الأعراض الأخرى (غثيان، قيء، ألم خلف العيون، صداع حاد، طفح جلدي، ألم شديد في العضلات والمفاصل، انتفاخ بالغدد، الطفح الجلدي)، وغالباً ما تستمر الأعراض من يومين إلى سبعة أيام.
* مضاعفات المرض
وفي بعض الحالات من الممكن حدوث مضاعفات للمرضى بسبب تسرب البلازما أو تراكم السوائل وضيق التنفس ونزيف وقصور في وظائف الأعضاء.
وتبلغ نسبة الوفاة في حالة توفر الرعاية الطبية والعلاجات المساعدة إلى أقل من 1% من المصابين.
* العلاج
حتى الآن لا يوجد علاج متخصص للمصابين، ويتم العلاج عن طريق الحفاظ على توازن سوائل الجسم بتعويض الفاقد مع علاج الأعراض التي تظهر على المصاب، ويمكن توفير العلاج في المنزل للأشخاص المصابين القادرين على الشرب ولا توجد لديهم عوامل خطورة مع متابعتهم بصورة دقيقة، أما الأشخاص الذين يعانون من حمى الضنك النزفية فيجب أن يتم علاجهم داخل المنشآت الصحية.
* الوقاية
– أولاً: اللقاحات
حتى الآن لا يوجد لقاح للوقاية من المرض بصورة تجارية، ولكن توجد تجارب في المرحلتين الثانية والثالثة لثلاثة لقاحات مقترحة، وما زلنا في انتظار نتائج التجارب.
– مكافحة البعوضة
1. الوقاية من الإصابة بحمى الضنك تعتمد بشكل كبير على مكافحة بعوضة الأيديس الناقلة للمرض.
2. الوقاية الشخصية من الإصابة عن طريق عدم التعرض للبعوض في المناطق المصابة باستخدام طارد للبعوض وسواتر النوافذ، وارتداء الملابس طويلة الأكمام.
3. استخدام مبيدات للبعوض مع تجفيف أماكن تجمع المياه الراكدة (التي يتكاثر بها البعوض)، وتغطية حاويات تخزين المياه، واستخدام المبيدات الحشرية الفعالة لقتل اليرقات والبعوض (البعوضة كونت مناعة ضد معظم المبيدات الحشرية).
4. يجب حماية المصابين من التعرض للبعوض، حتى لا ينتقل الفيروس من المصاب إلى البعوض ومنه إلى أشخاص آخرين.
5. مؤخراً قامت دول عدة بتجارب لحقن البعوض بنوع من البكتيريا يطلق عليه Wolbachia، وهي تمنع البعوضة من الإصابة بالفيروس، وفي حالة عدم إصابة البعوضة بالفيروس فلن تكون قادرة على نقله إلى الإنسان.