تورط الأسطورة الفرنسية ميشال بلاتيني مع السلطات الفرنسية ” لمصادر العربية ” بسبب اجتماع وجبة غداء عقد مع تميم بن حمد آل ثاني، ولي عهد قطر سابقا والأمير الحالي، في فندق إليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، حضره أيضا نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، وذلك خلال فترة رئاسة بلاتيني للاتحاد الأوروبي “يويفا” وتواجده أيضا نائبا لرئيس الاتحاد الدولي “فيفا”.
وعقد الاجتماع في 2010 قبل عشرة أيام من اقتراع “فيفا” لقرار اختيار الدولة التي ستفوز بحق استضافة المونديال، وبحسب مجلة “كرة القدم الفرنسية” دار الاجتماع حول استحواذ القطريين على فريق باريس سان جيرمان، الذي اشتراه القطريين في يونيو 2011، بجانب زيادة الأسهم القطرية في مجموعة ” Lagardere” الإعلامية، بالإضافة إلى إنشاء قناة رياضية “Bein Sports”. وتقرر أن تنفذ قطر كافة الوعود المتفق عليها، على أن لا يعطي بلاتيني صوته للولايات المتحدة الأميركية ويحوله إلى مصلحة قطر. وألقت الشرطة الفرنسية القبض على ميشال بلاتيني، صباح يوم الثلاثاء، في ظل تحقيقات مزاعم الفساد المتعلقة بمنح قطر حق استضافة كأس العالم 2022،
وأكد “الفيفا” التزامه بالتعاون مع التحقيقات. وكشفت تقارير صحافية فرنسية أن المكتب المالي الفرنسي يرغب في التحقيق أيضا مع سيب بلاتر الرئيس السابق لـ “فيفا”. وشغل بلاتيني منصب رئيس “يويفا” في 2007، قبل أن يتم حظره من قبل لجنة أخلاقيات “فيفا” في 2015 على خلفية تورطه في قضايا فساد خاصة بملف مونديال 2022 في قطر، ويتم استجوابه حاليا في إحدى ضواحي باريس الغربية.
وبالعودة إلى تفاصيل اجتماع مائدة الغداء في 2010، وبعد الاتفاق على كافة البنود بين الأمير القطري الحالي وبلاتيني بحضور ساركوزي، تم تعيين ابن بلاتيني رئيسا تنفيذيا لشركة “بوردا سبورت” الخاصة بالمعدات الرياضية.
وأخبر بلاتيني في 2015 الأميركيين بأنه سيصوت لصالحهم، وفي مايو 2015 تمت مداهمة إحدى فنادق زيوريخ السويسرية في السادسة صباحا بسبب تورط 18 من مسؤولي “فيفا” في قضايا فساد. واعترف بلاتيني في 2015 أيضا أن وجبة الغداء كانت رسالة واضحة من أجل التصويت لقطر، لكنه قال: لم يطلب مني ساركوزي أبدا التصويت لصالح قطر.. ولكن عرفت ما هو المطلوب جيدا. ويعتقد المكتب المالي الفرنسي أن يلاتيني متهم بشكل واضح وخاص بسبب وجبة غداء تم تنظيمها في 23 نوفمبر 2010 – قبل عشرة أيام من منح كأس العالم 2022، وأنه شارك في الغداء بلاتيني، والرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، إلى جانب أمير قطر الحالي تميم بن حمد آل ثاني، والشيخ حمد بن جاسم ، رئيس الوزراء وقتها ووزير خارجية قطر. وأكد بلاتيني أنه كان يعتزم التصويت لصالح ملف أميركا، قبل أن يغير صوته إلى مصلحة قطر بعد وجبة الغداء. ولفتت “لوموند” الفرنسية إلى أن المكتب المالي الفرنسي يريد استجواب الرئيس السابق لـ “فيفا”، بلاتر، على الرغم من التحقيق معه كشاهد في أبريل 2017. وأكدت وسائل الإعلام البريطانية أن فوز قطر باستضافة المونديال كان قرارا مثيرا للجدل، لأن الدولة الصغيرة فازت على حساب أميركا وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان. وبالإضافة إلى ذلك.. اعترف بلاتيني في 2014 أنه عقد اجتماعا سريا مع محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي، وذلك قبل وقت قصير من الإدلاء بصوته لصالح قطر، وتناول وجبة الإفطار مع محمد بن همام “الموقوف بتهم فساد” في احدى فنادق سويسرا، وكشفت تقارير إعلامية أن الرجلين التقيا من 30 إلى 50 مرة قبل حسم ملف المونديال لصالح قطر.
ومنذ فتح التحقيق في ملف قطر.. تم طرد 16 عضوا والتحقيق معهم من أصل 24 عضوا يعملون في اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي، وتم حظر بلاتيني من قبل “فيفا” في 2015 إلى جانب سيب بلاتر بعد صدور قرار من لجنة الأخلاقيات التابعة لـ “فيفا”. وألقى بلاتر ، الذي كان رئيس “فيفا” في وقت التصويت في عام 2010 ، باللوم على بلاتيني في التراجع عن “اتفاق جنتلمان” سري لمنح الولايات المتحدة بطولة 2022، وكشف بلاتر في مقابلة مع ” فاينانشيال تايمز” في 2015 أن بلاتيني أخبره قبل التصويت لكأس العالم، أنه لم يعد معه، لأنه رئيس فرنسا طلب منه أن يفكر في مصلحة بلده.