غرّد الأستاذ عبدالرحيم المالكي الذي كرس وقته وجهده لتوزيع السلال والوجبات أثناء جائحة كورونا تطوعاً ومحبتاً وفداءً لهذا الوطن الغالي ولمواطنيه وللمقيمين . فكتب من خلالها كلمات مؤثرة عبر تلك التغريدة والتي قال فيها
“أبنائي فلذات كبدي.. لا تزعلون عليّ. لم آتِ لكم بهذا الوباء (كورونا) من (فره) بالشارع، أو اجتماعات وسهر، ولكن لمشاركتي بعمل إنساني تطوعي إغاثي للأفراد والأسر المتضررة من هذا الوباء. جعل الله ما أصابنا يالغالين كفارة لنا، ونسأل الله الجنة”.
كلمات صادقة ومعبرة من أب أصيب بفايروس كورونا أثناء توزيع المواد الإغاثية للمتضررين من تلك الجائحة وجهها وكيل مدرسة بحي العوالي في مكة المكرمة “عبد الرحيم بن مساعد المالكي”، ومتطوع مديرًا لمركز حي العوالي التابع لجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة، عقب إنتشار ومشاهدة المقطع الذي يخضع فيه ابناءه للفحص وتألمهم وبكائهم أثناء الفحص كونهم مخالطين له بعد إصابته بالفيروس، ولقد تم عزله عنهم، و قد تلحق به الأسرة، وتنعزل معه.
وأوضح المالكي أن بنشره المقطع في حسابه أراد أن يوجه رسالة مختصرة لكل مستهتر ومتهاون بخطورة هذا الفايروس ، وعلى الجميع العمل بالإجراءات الإحترازية ، واتباع إرشادات وتعليمات وزارة الصحة للوقاية من هذا الوباءقدر الإمكان .
أيضاً يطلب الدعاء له ولأسرته بأن يمنّ الله عليهم بالشفاء العاجل وأن لايرى أحدً أي مكروه .
كذلك يهدف من المقطع أن تصل رسالته لأبنائه وهي ( أن حب الوطن وخدمته تضحية ولو بأغلى ما لديهم).
يروى لنا عبدالرحيم قصته مع الإصابه وكيف حدثت قائلاً : كنا قد كوَّنا فريق عمل تطوعيًّا إغاثيًّا لتثقيف المجتمع تحت شعار “بناء الإنسان وتنمية المكان” تماشيًا مع مبادرة مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، تحت مسمى “برًّا بمكة”. وكنا قد دعمنا الأسر المتضررة من جائحة كورونا بالسلال الغذائية ابتداءً من شهر رمضان المبارك.
ومع تلك المهام الميدانية التي قمنا بها، وتقيُّدنا الكامل بالاشتراطات الاحترازية، تعرضتُ للإصابة بفيروس كورونا، وكان ذلك في يوم الاثنين 9 شوال 1441 هـ -وهذا قدر من الله- بعد ظهور الأعراض عليّ، التي تمثلت في ارتفاع بدرجة الحرارة، وضيق في التنفس أثناء الصعود والنزول. حينها توجهت لإجراء الفحص بمركز صحي الخالدية بمكة المكرمة، وبعد يومين أبلغوني بإيجابية الفحص، وبأني مصاب بالفيروس.
وأكمل حديثه : حينها اخترتُ أن أعزل نفسي منزليًّا وسط انهيار أصابني؛ إذ أغلقت الأبواب في المنزل، وأصبح الخوف يدب بيننا كأسرة حتى تأقلمنا وقبلنا بالوضع. مؤكدًا أنه قام بتحميل تطبيق توكلنا، واستقر بمنزله دون أن يخرج خوفًا منه على المجتمع، كذلك على أسرته التي ظهرت أعراض الفيروس عليهم، بدءًا من الزوجة، ثم باقي الأطفال. مشيرًا إلى تواصلهم مع الرقم 937، وتلقوا منهم بعض التعليمات حتى حضور الفريق الصحي الذي قام بإجراء المسحة ال
طبية عليهم بانتظار صدور نتائجها.
وأكد “المالكي” أنهم يتحاشون الخروج من المنزل حتى لقضاء الحاجيات خوفًا من نقل العدوى للآخرين. معربًا عن شكره وتقديره لكل من سأل عنه، منهم مدير تعليم مكة الدكتور أحمد الزائدي، والأمين العام لجمعية مراكز الأحياء الدكتور يحيى زمزمي، ونائبه، كذلك الأهل والأصدقاء، كما شكر المدير العام لإدارة التقويم والتمييز المدرسي بوزارة التعليم الدكتور فهد الزهراني.
وبدورنا نحن ندعوا الله له بالشفاء العاجل والإطمئنان على أسرته وأن يسلمهم الله من كل مكروه وأن يشفي كل مريض شفاءً تاماً لا يغادر سقما .