أستعرض معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس جهود المملكة العربية السعودية في التصدي لفايروس كورونا المستجد في أكثر من (٦٠) نقطة
جاء ذلك خلال الورقة العلمية الموسومة بـ (جهود المملكة العربية السعودية في التصدي لجائحة كورونا) والتي أشتملت على مبحثين: المبحث الأول: التعريف بجائحة كورونا المستجد
والمبحث الثاني: جهود المملكة العربية السعودية في التصدي لجائحة كورونا المستجد
جاء ذلك من خلال محاضرة ألقاها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ضمن الدورات العلمية التي تنظمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون مع وزارة الاتصالات والتقنية والمعلومات عبر المنصة الإلكترونية (منارة الحرمين) والتي تهدف إلى بثِّ الخطب والدروس والمحاضرات من الحرمين الشريفين، وتناول معالي الشيخ السديس جهود المملكة في التصدي لجائحة كورونا المستجد فقال: ( بذلت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- جهودًا كبيرة في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد ، بدأت مع اتخاذ القيادة الرشيدة -رعاها الله- قرارات استباقية تضمَّنت تدابير احترازية وإجراءات وقائية صارمة، منذ الإعلان عن ظهور إصابات بالفيروس في مقاطعة (ووهان) في الصين ومع الاستشعار المبكر من قبل القيادة الرشيدة -رعاها الله- لخطر الفيروس والتحديات التي يفرضها، فقد صدر الأمر السامي الكريم بتشكيل لجنة مختصة تعنى بمتابعة مستجدات فيروس كورونا المستجد، ضمَّت في عضويتها (24) جهاًزا حكوميًا برئاسة معالي وزير الصحة، مكَّنتها القيادةُ من اتخاذ الخطوات المطلوبة والاحتياطات اللازمة لمواجهة الوباء والحدِّ من تفشيه
وذكر معاليه أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -وفقه الله وسدده- عن جائحة كورونا المستجد؛ جاءت لتبعث الأمن والأمان، والسلامة والاطمئنان لكافة المواطنين والمقيمين في هذه البلاد الطيبة المباركة، ولا سيَّما فيما يتعلق بتأمين الدواء والغذاء، ومواجهة كافة التحديات والصعوبات بالإيمان بالله، والتوكل عليه؛ للحد من انتشار هذه الجائحة بين أفراد المجتمع، بل وفي العالم أجمع.
وتناول معاليه أبرز الجهود والقرارت والتدابير الوقائية في التصدي لجائحة كورونا المستجد والتي كان من بينها تعليق الدخول إلى المملكة للعمرة، وزيارة المسجد النبوي، وتعليق الدراسة في التعليم العام، والتعليم الجامعي، وإعداد برنامج بلغت تكلفته (50) مليار ريال، لتخفيف آثار مكافحة الفيروس على القطاع الخاص، وتعليق الحضور لمقرات العمل في الجهات الحكومية، وتعزيز العمل عن بعد، وإغلاق الأسواق والمجمعات التجارية، ومنع التجمعات في الأماكن العامة، وإيقاف صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، والاكتفاء برفع الأذان باستثناء الحرمين، ومنع التجول وخروج سكان المناطق من مناطقهم، وانعقاد القمة الاستثنائية الافتراضية لمجموعة العشرين برئاسة خادم الحرمين الشريفين؛ لبحث سبل مواجهة فيروس كورونا المستجد، وتعليق الرحلات الجوية الدولية والداخلية، ونشاط الحافلات وسيارات الأجرة والقطارات، وتقديم خدمات العلاج المجاني لجميع المصابين بفيروس كورونا من المواطنين والمقيمين ومخالفي نظام الإقامة، وتمكين بعض الوافدين من العودة إلى بلدانهم، وتحمل الحكومة 60 % من رواتب موظفي القطاع الخاص السعوديين في المنشآت المتأثرة، وتمديد «هوية مقيم» للوافدين داخل المملكة وخارجها دون مقابل، وإطلاق خدمة (نظام تصاريح التنقل بين المناطق)، وتمكين المواطنين الراغبين في العودة إلى المملكة، وإجراءات سفر المعتمرين المتأخرين عن المغادرة، وتعليق تنفيذ الأحكام القضائية المتصلة بحبس المدين لقضايا الحق الخاص، وتعليق تنفيذ أحكام قضايا الرؤية والزيارة، والموافقة على تمديد العمل بمنع التجول حتى إشعار آخر، ودعم وإعفاء، وتعجيل سداد مستحقات القطاع الخاص، ونقل جميع طلاب وطالبات التعليم العام للصفوف الدراسية التي تلي صفوفهم الحالية، واستمرار عمليات التعلم عن بعد، وإعلان المملكة مساهمتها بمبلغ (500) مليون دولار أمريكي لمساندة الجهود الدولية للتصدي لجائحة فيروس كورونا ،كما استعرض معاليه جهود المملكة المتعلقة بالقطاع الصحي، والجهود المتعلقة بخدمة ضيوف الرحمن والشؤون الإسلامية، وجهود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والجهود الإنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة في التصدي لجائحة كورونا المستجد ، وختم معاليه محاضرته قائلا: (يطيب لي -بكل السُّرور والحبور والبِشر الهتَّان المنشور- أن أرفع باسمي وباسم علماء وأئمة الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة، أسمى آيات الشكر مضمَّخة معطَّرة، والدعواتِ صادقةً مؤرَّجة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ، ولمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ، ولسموِّ أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ، ولسمو نائبيهما الكريمين، على الجهود العظيمة المبذولة في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد ،
سائلاً الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ويُمتِّع الإسلام والمسلمين بطول بقائه ، ويديم في سماء المجد ارتقائه ، ويسبغ عليه لباس الصحة والعافية، ويمدَّ في عمره وصالح أعماله، ويشدَّ أزره بولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله-.
وحفِظ الله بلادنا بلاد الحرمين الشريفين – درة الأمصار وشامة الأقطار – من كل سوء ومكروه، وأن يرفع هذا الوباء عن أمة نبيِّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأن يُغنيَنا ببرد العافية من طوارق البلاء والوباء والأدواء، وأن يشفي مرضانا، ويعافي مبتلانا، ويرحم موتانا
فاللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون والوباء، وعِظمِ البلاء في النفس والأهل والمال والولد، الله أكبر، الله أكبر مما نخاف ونحذر، اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام، ومن سيئ الأسقام، اللهم اكشف الغمَّة عن هذه الأمة، ونسأله سبحانه أن يزيد بلادنا أمناً وإيمانا، وسلاماً واستقراراً، ويجعلها سخاء رخاءً، ويحفظ عليها عقيدتها وقيادتها وأمنها ورخاءها، وسائر بلاد المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيرا.