هي مطلب كل أحد ، ذكر ، أثنى ، صغير، كبير ، فوق كل أرض ، وتحت كل سماء ، كل يخطب ودها ، ويبذل الغالي والنفيس ؛ ليحصل عليها ، لا تمسك بيد ، ولا ترى بعين ، ليس لها مكان ، ولا زمان، تتلون حسب رؤية وهدف كل شخص ؛ لذلك تختلف من شخص إلى آخر ، وإن كان المسمى واحداً ، شجرة مثمرة بنكهات متباينة، تجمعها الحلاوة في الطعم ، والنتيجة في التأثير ، إيجابية ، لا سلبية، محبوبة ، تألفها القلوب ، وتطرب الآذان بسماعها، تنشر الحب، وتخمد الكره ، بها يعم السلام ، وتنتهي الآلام ، الحصول عليها سهل ؛ لمن تنازل وخضع ، وسار نحوها ، ولم ينتظرها لتأتيه ، فإن تكبر وتغطرس تبخرت ... وهيهات هيهات أن تعود قريباً .
إنها السعادة ، حيث عرفها الدكتور : إبراهيم الفقي
هى أن يعيش الإنسان بأمل وعمل جديد، وأن يعيش دون النظر إلى الخلف.
من الخطأ أن ينتظر الإنسان السعادة ، ويجعل الحصول عليها مشروطاً. فمن الناس من يقول لن أشعر بالسعادة إلا إذا حصلت على وظيفة مرموقة ، مكتب مبهر ، وأثاث فاخر ، سكرتير يرد على المكالمات ، ويجدول الاجتماعات ، وينظم دخول المراجعين، وسيارة فارهه، وفلة دورين بتشطيب فاخر ، وعلى ثلاثة شوارع.
وبعضٌ آخر يرى السعادة في مولوده الأول ، و ثالث يراها في الحصول على زوجة توأم القمر ، وذات حسب ،ومال .
ولم يعلم هؤلاء أن السعادة أن يستمتع كل واحد منهم بكل شيء في حياته ، يستمتع ببزوع فجر كتب الله له فيه عمراً جديدا ، وهو يرفل في ثوب الصحة والعافية ، وغيره كثير سلبت منهم العافية ، يرقدون على الأسرة البيضاء بين الحياة والموت .
وأن يستمتع بشرب قهوة الصباح على نغم تغريد البلابل ، وزقزقة العصافير، بين زوجته وأولاده ، في أمن وآمان ، وغيرهم في العراء لاسكن ، ولا مأوى، في لهيب الصيف ، وقسوة برد الشتاء ، حين تتساقط الثلوج ، وتنهمر الأمطار ،
وأن يستمتع بالحدائق الغَنَّاء ، والأنهار الجارية ، والبحار وأمواجها ، ولون ماء المحيطات ...ويستمتع.... ويستمتع...بكل شيء في حياته في حدود الحل بعيداً الظلم والحرام.
هذه السعادة ... وكما قال الدكتور أحمد العرفج " السعادة عندها عزة .. لاتأتيك ما لم تطرق أبوابها .
فلا تنتظرها أن أردتها !!