انقسم العالم إلى قسمين في مواجهة فيروس كورونا، ذلك الفيروس الذي لم يتوصل العالم إلى لقاح له إلى هذه اللحظة، تم التصدي لهذه الجائحة بإستراتيجيتان، الإستراتيجية الأولى وهي الأفضل والأكثر تطبيقاً وهي إستراتيجية التباعد الإجتماعي(الحظر الصحي)، التي تم تطبيقها في أكثر دول العالم كطريقة إحترازية من هذا الفيروس الذي يحب الإزدحام، بينما في الطرف الآخر تظهر إستراتيجية ثانية وهي الإستراتيجية المعاكسة لنظرية الأولى، إستراتيجية "مناعة القطيع، وتم تطبيق هذه الإستراتيجية في عدد قليل من دول العالم، والتي تعتمد هذه الإستراتيجية على عيش الحياة بشكل طبيعي وكأنه لا يوجد فيروس كورونا، وعتبار هذا الفيروس مرض معدي عادي مثله مثل الأمراض المعدية الاخرى، وعلى رأس هذه الدول التي أعتمدة على هذه الإستراتيجية في مواجهة كورونا هي دولة السويد ودولة بريطانيا، وذلك في النصف من مارس الماضي من خلال دعوة رئيس الوزراء البريطاني جونسون إلى إتباع هذه الإستراتيجية في مواجهة فيروس كورونا، لكن سرعان ما تراجعت بريطانيا عن هذه الإستراتيجية بعد إصابة جونسون بكورونا، تراجعت بريطانيا عن هذه الإستراتيجية التي تسمى نظرية مناعة القطيع، حيث يرى أصحاب هذه النظرية أن يصاب معظم أفراد المجتمع بالفيروس، وبالتالي تتعرف أجهزتهم المناعية على الفيروس، ومن ثم تحاربه إذا ما حاول مهاجمتها مجدداً، ولكن كشفت دراسة حديثة إن الفيروس قد يعاود المصاب مجدداً، هذه ما جعل المختصين يحذرون من هذه الإستراتيجية في ظل إغراق المستشفيات بالمصابين.
وترى معظم دول العالم أن الإستراتيجية الأولى(التباعد الإجتماعي) هي الإستراتيجية الأفضل لمواجهة هذا الفيروس، لكن هذه الإستراتيجية التي تعمل على الحفاظ على أرواح البشر من كورونا المستجد إلا أنها اصبحت معول هدم بالنسبة لإقتصاديات الدول، عرضت معظم دول العالم للخسائر، وذلك بسبب تعطيل معادلة الطلب والعرض، ونتج عن ذلك تخمة في العرض وقلة الطلب، وعلى سبيل المثال ما يمر به النفط خلال هذه الأيام خير شاهد، لكن السؤال الذي يبرز أمامنا الآن هل سيتجه العالم إلى إستراتيجية مناعة القطيع؟! لمعالجة الخسائر الإقتصادية، وذلك بالتزامن مع رفع الحظر الكلي في الكثير من دول العالم، وبعض الدول تم رفع الحظر الصحي فيها نهائياً.