لعل أهم أحداث الساعة في الساحتين العربية ، والتركية مايحدث في ( ليبيا ) من الاطماع التركية بزعامة ( أردوغان ) فبعد توغله في الشمال السوري ، وماصاحب ذلك من تراخي المجتمع الدولي ، والسكوت على مايحدث في الشقيقة ( سورية ) من قوى مختلفة امتدت أطماع أردوغان إلى التنقيب عن ثروات المياه الإقليمية ( القبرصية ) في مياه البحر الأبيض المتوسط ، وكما حدث من تغاض وسكوت ومراوغة من الدول ذات النفوذ الفاعل في السياسة الدولية من ردود فعل لاتتجاوز الإدانات والاستنكارات ، وعبارة : إن ماتقوم به ( تركيا ) عمل غير مقبول .. كل ذلك أدى إلى تمادي
أردوغان واطماعه في السيطرة على أجزاء من سورية وأخرى من ( العراق ) ونفوذ في ( قطر ) في ظروف واقع ( خلا لك الجو فبيضي واصفري ) ومن هذا المنطلق امتد نفوذه وأحلامه الطامعة إلى القطر العربي الشقيق
ليبيا ذات الثروات الطبيعية الكبيرة ، والعائدات المالية الضخمة التي بدأ يسرب أموالها إلى بنوكه في ( أنقرة ) و ( اسطنبول ) كما انه لم يتورع عن شحن آلاف المرتزقة إلى مناطق اطماعه مدعما ذلك بالمعدات الحربية ، وبناء القواعد العسكرية التي من اهمها قاعدة ( الوطية ) التي دمرها الجيش الوطني الليبي .. هذا التدمير جعل كثيرا من الأصوات تتعالى أنه لايمكن حل القضية الليبية إلا عن طريق الدبلوماسية التفاوضية .
لكن السؤال الملح : كيف يتم حل هذه القضية عن طريق المفاوضات في الوقت الذي يحشد فيه أردوغان اسلحته ، ومرتزقته ، ويبني قاعدته من جديد ، ويصرح وزير دفاعه بأن الوجود التركي في ليبيا أبدي ؟
ثم هو يحضر للهجوم على مدينتي ( سرت ) و ( الجفرة ) ويقابل ذلك - من باب الحق المشروع - الحشود العسكرية للجيش الوطني الليبي ، واعتبار ذلك مسألة حياة أو موت .
يضاف إلى ذلك أنه في ظل هذه الظروف تقوم كل من فرنسا ، وإيطاليا ، واليونان ، وقبرص بإجراء مناورات عسكرية ردا على المناورات التركية في البحر الابيض المتوسط بالقرب من السواحل الليبية ، وفي نفس الاتجاه ماصدر عن دول الاتحاد الأوروبي من تصريحات بإعادة النظر في علاقاته مع تركيا بما يتلاءم مع ماتقوم به من أعمال تهدد مصالح الاتحاد .
ثم ناتي اخيرا إلى تصريحات الرئيس المصري بأن سرت والجفرة خط أحمر واخير تفويض ( مجلس النواب الليبي ) لمصر بالتدخل عسكريا إذا اقتضت الضرورة ذلك .
هنا يأتي السؤال الأكبر .. هل ستحدث مواجهة عسكرية مباشرة بين ( مصر ) ، وتركيا ؟
نسأل الله أن لايكون ذلك .