توصلت دراستان جديدتان من أنحاء مختلفة من العالم ونشرته “فوربس” العالمية إلى استنتاج واحد، وهو أن الأطفال الصغار لا ينقلون فيروس “كوفيد-19” فحسب، بل قد يكونون المحرك الرئيس لنشر المرض أيضاً.
وأظهرت دراسة جديدة صادرة عن هيئة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية أن الأطفال من جميع الأعمار معرضون للإصابة بفيروس كورونا المستجد، وحذرت الهيئة من أن الأطفال “قد يكون لهم دور مهم” في نشر المرض.
وتأتي الدراسة التي صدرت الجمعة ونقلتها وكالات عدة وسط جدل يتسم بالتوتر على نحو متزايد في الولايات المتحدة حول إعادة فتح المدارس الشهر المقبل، حيث تعارض نقابات المعلمين الجهود التي يبذلها بعض المسؤولين المنتخبين لاستئناف حضور التلاميذ بأنفسهم إلى الفصول الدراسية.
وتستند الدراسة إلى بحث مجموعة من حالات الإصابة بفيروس كورونا ظهرت في مخيم صيفي للأطفال في ولاية جورجيا بجنوبى الولايات المتحدة.
وأثبتت البراهين والاستنتاجات أن 76% ممن تم اختبارهم عادت نتائجهم إيجابية بالنسبة لإصابتهم بالفيروس.
وأشارت الدراسة إلى أن نحو ربع أولئك الذين ثبتت إصابتهم لم تظهر عليهم أي أعراض.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها هيئة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن الإصابات حدثت “على الرغم من جهود مسؤولي المخيم لتنفيذ معظم الاستراتيجيات الموصى بها لمنع انتقال العدوى”.
فيما كشفت دراسة أخرى نُشرت الخميس أن أنوف الأطفال دون سنّ الخامسة تحتوي على مواد وراثية من فيروس كورونا المستجد أكثر بعشر إلى 100 مرة مما لدى الأطفال الأكبر سناً أو من البالغين.
وأوضح معدّو الدراسة التي نشرتها مجلة “جاما بيدياتريكس” الطبية أن هذا الأمر يعني أن الأطفال من هذه الفئة العمرية يمكن أن يكونوا ناقلين فاعلين لفيروس كورونا المستجد في المجتمعات التي يعيشون فيها، وهو استنتاج يتناقض مع الأدبيات الطبية السائدة حتى اليوم.
وتأتي هذه الدراسة التي أعدّها فريق بقيادة الدكتور تايلور هيلد سارجنت من مستشفى آن وروبرت لوري للأطفال، في وقت تدفع إدارة الرئيس دونالد ترامب بقوة لإعادة فتح المدارس والحضانات بهدف إطلاق الحركة الاقتصادية مجدداً.
وأجرى الباحثون اختبارات مسحة الأنف ما بين 23 مارس و27 أبريل المنصرمين على 145 مريضاً من شيكاغو كانت درجة مرضهم معتدلة في غضون أسبوع واحد من ظهور الأعراض.
وقُسّم المرضى إلى 3 مجموعات ضمت أولاها 46 طفلاً دون الخامسة، والثانية 51 طفلاً تراوح أعمارهم بين الخامسة والـ17، فيما تشمل الثالثة 48 بالغاً بين الـ18 والـ65.
ولاحظ فريق الباحثين أن الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال دون الخامسة يحتوي على كمية من فيروس سارس- كوف-2 أكبر بما بين 10 أضعاف و100 ضعف من الكمية الموجودة لدى الفئتين الأخريين من المرضى المشمولين بالاختبارات.
وأضاف معدّو البحث أن دراسة مخبرية حديثة بيّنت أن تكاثر الفيروس المعدي مرتبط بكمية المواد الوراثية الفيروسية الموجودة لدى الشخص.
وبيّنت الدراسات أن الأطفال الذين تظهر لديهم شحنة فيروسية عالية من الفيروس المخلوي التنفسي هم أكثر عرضة لنشر المرض.
واستنتج معدّو الدراسة التي نشرت الخميس أن “الأطفال دون الخامسة يمكن أن يكونوا تالياً ناقلين مهمين لفيروس سارس-كوف-2 وأن ينشروه في المجتمع ككلّ”.
وأضاف الباحثون أن “العادات السلوكية للأطفال الصغار والمسافات القريبة بين الأماكن المخصصة لهم في المدارس ودور الرعاية النهارية تزيد المخاوف من تفشّي سارس-كوف-2 في صفوفهم مع تخفيف القيود الصحية”.
وقد أظهرت دراسة حديثة في كوريا الجنوبية أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والـ19 نقلوا كوفيد-19 داخل عائلاتهم بقدر ما فعل البالغون، في حين أن الأطفال دون التاسعة نقلوه بدرجة أقل.