في هذه الحالة المطرية الكثير من الهبات والعطايا فهي قد أطفأت بفضل الله جمرة الصيف وجعلت الأجواء جميلةً تبهج النفوس وطابع البِشرِ فيها قد كسى أوجه البشر وكانت موافقة لفرحة الناس بالعيد فقد شمل العيد بشائر عظيمة ومنها فرحة الشعب بتعافي أب الشعب ومليكه حفظه الله ويصدق في هذا العيد قول الشاعر:
بشائر العيد تترا غنية الصورِ
وطابعُ البِشر يكسو أوجه البشر
نعمٌ عظيمة والالاء جسيمة ذات الرجع تغني لها جبال عسير طرباً بضبابها ووتتراقص سهول جازان فرحاً بسيولها فقد هطل مطرها في جميع الأوقات وكأن لبيد بن ربيعة يصفها بقوله:
مِنْ كُـلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِـنٍ
وَعَشِيَّـةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَـا
بروقها أضاءت السماء ومطرها أحيى الأرض وأجوائها أبهجت النفوس، فرحٌ وأي فرح إنه الفرح برحمة الله وعطائه ويذكرني هذا المطر بقول محمد المطيردي واصفاً المطر:
فيكَ السعادةُ والآياتُ والعبرُ
أنتَ الجمالُ لهذا الكونِ يامطرُ
الكلُ بعدكٓ في عرسٍ وفي فرحٍ
حتى النفوسُ بهطل الغيث تزدهرُ
يانفسُ غني بصوتٍ صادحٍ طرِبِ
ياليتٓ أيامَ عمري كلها مطرُ
أجوائنا ممطرة وأرضنا حية ونفوسنا مبتهجة بفضل الله ورحمته.