من زرع البارود في خد الجميلة؟
من شوه الوجه الحسن؟
من أيقظ النائمين على ألسنة اللهب؟
من أحرق المرفأ؟
من أشعل النيران لتفنى الحياة؟
من أزهق الأرواح لتتفحم الأجساد؟
من أحالك قطعة من بركان؟
من أجبر دموعك على الجريان ليدفن عيونك ؟
من شهد الجريمة الكبرى؟
من وقف على الأشلاء المتصاعدة مع السحاب الأسود؟
أين الحقيقة يابيروت؟
أين الذين كتبوا حروفها بطلاسم في الخفاء؟
أين الحقيقة وماء البحر يحترق مع الأجساد ؟
لماذا يقتلعونك وأنت قطف من جوري يعبق بالشذى؟
لماذا يحرقون حدائقك ويزرعون في ترابك ألسنة النيران؟
لماذا يريدون للأجيال أن تكبر على رائحة الدم والهواء الملوث؟
لماذا يسلبون الفرحة من أفواه الحسن والبراءة؟
لماذا يكتبون تاريخك برؤوس البارود على صفحات الغدر والأحقاد؟
أترضين يابيروت أن يحتفظ عشاقك بالمناديل من أجل الأحزان؟
وأن تبتل الملابس فلا تجد شمسا تجففها؟
أترضين أن يحضر قمرك وحيدا على رمال شواطئك؟
وأن تتلألأ النجوم بلا سمار؟
أترضين أن تخلو شوارعك لتغيب عنها الابتسامات وتموت الأفراح؟
ستظل البساتين تتألق في فناء دارك وتغني العصافير فوق أسوارك
وستنهزم المخالب الملطخة بالدماء
ويهوي البطش المزيف
ضعي على بقايا الألم من بلسمك واكتبي إنك صامدة !
لن يجرؤ البغاة على اجتثاث وردك
ولن يوقف الشوك المسمم نبض قلبك
لن يهزمك الحاقدون يالبنان