الوقت الذي يذهب لن يعود أبداً ، كل ما مضى من سويعات و دقائق و ثواني لن تعود و التحسر عليها لن يفيد و العبرة بما بقي من الأوقات في أعمارنا فهل قدمنا ما يشفع لنا في الماضي في دار الدنيا و الآخرة إذا كان الجواب ب نعم فهذا شيء ممتاز للغاية ولكن هل نتوقف عن البذل و العطاء ؟ أم نستمر ونطور لكي لا نندم أبداً مستقبلاً فالعاقل لا يتوقف عن طاعة ربه ثم العمل لدنيا فقد قال الله عز وجل:( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ) .
أما إذا كان الجواب ب لا فلا فائدة من التحسر و التذمر فالوقت لن يعود أبداً ولكن مما مضى اعتبره درس و عضة و عبرة واستغل الوقت الحالي ما زلت تتنفس وهنا لك وقتك لديك و مازلت على قيد الحياة فإن كان التقصير ديني فتذكر قول الله عز وجل : ( ۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) ) وإن كان التقصير دنيوي فلا تستعجل الحكم و اعمل ما بوسعك لتصحيح المسار و التطوير للأفضل فمعظم الناجحين تعثروا فشلوا ثم نهضوا بعزيمة و إصرار ونجحوا و صبروا حتى نالوا .