أتضايق كثيراً عند سماعها ، خاصة من الذين ينتمون للإعلام المسموع منه ، والمرئي ، عبر المذياع ، وزميله التلفاز ، إنها كلمة مزعجة تطرق آذان المستمعين،والمشاهدين فتلوث جمال اللغة العربية الفصحى لغة القرآن الكريم ، فإذا ذكرت أفسدت الفكرة ، وضيعت المضمون ، وشوشت العقول ، فلا أذن تسمع وتستمتع ، ولا قلب شغوف يرغب سماع ما يقال ويعييه .
هذه الكلمة التي لم أجد لها أصلاً أو وجوداً في معاجم اللغة التي وقعت عيناي عليها ، ولم أجد لها ترجمة في أي لغة من اللغات الأعجمية، حسب علمي.
الإعلام يقدم رسالة لا يستهان بها ، يخاطب كل شرائح المجتمع، المتعلم ، والعالم ، ومتوسطي التعليم، وهو أيضاً مُوَجّه للكبار والصغار ،الذكر والأنثى في كل مكان وزمان .
إن تمرير أي خطأ لغوي سواء كان مقصوداً أو غير مقصودٍ ، عبر قنواته المختلفة تعتبر جريمة في حق الفصحى لغة الضاد .
هذه الكلمة التي نسمعها ، و مللنا من سماعها ، بل عمدنا تحاشي من ينطقها أو يوظفها في كلامه.
إنها كلمة " قاعد " التي يفسر معناها جدلاً من خلال السياق بمعنى " الاستمرار " والتي يقابلها في اللغة الفصحى الجميلة، كلمتا " مازال ، لايزال " .
وعلى سبيل الأمثلة لا الحصر ، قولهم : فلان قاعد يتحسن مستواه ، وزيد قاعد يشتغل على نفسه ، وعمرو قاعد يقدم عروضاً مميزة ........ إلى آخر هذا النمط المزعج من الجمل التي وظف فيها الإعلامي الموقر كلمة " قاعد " ، متناسياً أن اللغة العربية الفصحى أم اللغات، وأغناها من حيث المترادفات ، والمتضادات ، والاشتقاقات ، فهي بحر زاخر لا ساحل له ، فبإمكانه استبدال تلك الكلمة بعشرات الكلمات المرادفة لها .
فإلى متى نسمع هذه الأخطاء في إعلامنا العربي ؟؟!!
أيها الغيورون !! .
لِمَ لَمْ تكن هناك لجنة رقابية متخصصة مهمتها رصد مثل ذاك الخطأ وأشباهه ، ومن ثم تنبيه كل من تصدر منه هذه الأخطاء ، ومحاسبتهم ، أو تدريبهم على مهارة الإلقاء ، وجودة اختيار وانتقاء الكلمات والجمل والعبارات الفصيحة ما أمكن؛ ليكون الإعلام منبراً يعطي جرعات إيجابية ، ثقافية ، ودروساً إبداعية ، نحوية ، أدبية ،بلاغية ، يستفيد منها المتلقي وخاصة شريحة الأطفال ؛ لكونهم مغرمين بالتقليد والمحاكاة .
فحبذا وأد كلمة " قاعد " ومثيلاتها من الكلمات ، والجمل ، والعبارات الدخيلة على لغتنا الحبيبة لغة القرآن الكريم ؛ لتكون ذلك النبع الصافي كما كان في سابقه ، دون تلوث .