في فترةٍ لا تتجاوز الستين يوماً ، شهران فقط وفقدت في هذه الفترة روحاً كانت مصدراً للقوة ، وروحاً كانت أماني بالدُنيا ، فقدتُ جدتي التي بمقام أمٍ بل أكثر ، وهي لا تستطيع أن تُحرك أي جزء من جسدها لكن كانت دوماً تشعر بيداي ، كانت دوماً شدة يداها كفيلةٌ بأن أستمد قواي منها وأواجه كُل صعب وأتخطى كُل عائق كانت شدة يدُها أشبه بوقودٍ أستمد منه القوة
وأمي التي تولت تربيتي لخمسة عشر عاماً وأكثر أمي التي لم يهنأ لها بال لتوفر كل ما نُريد ، ولم تعرف معنى الراحة بالحياة قط بل اهتمت لراحتنا وأهملت راحتها ، كُنا أمانة وصانتها بكل حُبٍ
وودٍ وصدق ، لم تقصر يوماً أبداً كانت الأم والأب والصديق ، في كُل خلاف كانت الحضن الذي يحتويني بكل عطف.
ليس بإمكاني صياغة هذا الشعور أبداً كم من الأيام مضت لم أستطيع التعايش بالحياة فشلت كُل محاولاتي لتخطي هذه الصدمةُ الموجعة جداً لقلبي ..
الفقدُ دوماً مُوجعٌ مُفجع ، مُوحش مُبكي .