بعد وفاة أختي وشقيقتي معلمة الصف الأول ليلى علي عكور أم مشعل، وابنة عمتي الوالدة فاطمة يحيى عكور أم يحيى في ساعة واحدة صبيحة يوم الثلاثاء 22 سبتمبر 2020 متأثرتين بأعراض كورونا..
لم يبقَ لنا في وداعهما غيرُ حروفٍ مثقلةٍ بالألم مفعمةٍ بالصبر والرضى بقدر الله والحمد لله.
عـلى أُمِّ يـحيى اليومَ أمْ أُمِّ مِشْعَلِ؟!
تفيضُ سيولُ الحزن من كل مَحمَلِ؟!
(كــأنـي غَــداةَ الـبَـيْنِ يــومَ تَـحَـمَّلوا
لَــدَى سَـمُـراتِ الـحَيِّ نـاقِفُ حَـنظَلِ)
أَيَـا بَـأْسَ كـورونـا الـطـويلَ ألا انْـجَلِ
بــعَـافِـيـةٍ فــي كــل روحٍ ومِـفــصَــلِ
فــيـا لـــكَ مـــن لــيـلٍ سـهـرنا بـبـابهِ
فــجـاء بـصـبـحٍ بـالـجـراحات مُـثـقَلِ
ومــن كـأسـهِ الـمـحموم لَـوْنًا ولَـوْعةً
ســقـانـا مَــــراراتٍ أصــابـت بـمَـقـتَلِ
عَزاؤُكَ حرفٌ يا(امرأَ الشِّعرِ والأسى)
إلـــى الله يـسـعـى مُـفـعَمًا بـالـتَّوَكُّلِ
ومــاكــان كــورونـا لِـيـكـتبَ ســاعـةً
ولــكــنَّـهُ مــيــعـادُ يــــومٍ مُــسَـجَّـلِ
نَــغُــذُّ إلــيــه الــسـيـرَ حــتـى كـأَنَّــنَـا
نَــمــيـلُ بــأعـنـاقٍ ونــعــدو بــأرجُــلِ
ولــمَّــا يَــحِــنْ بــعــدُ الـلـقـاءُ وإنَّــمـا
نــراقـبـهُ فــــي كــــل دربٍ ومَـحـفَـلِ
شـقـيقةَ روحــي بـعـضُ مـاكان بـيننا
أجَـــلُّ مـــن الـدنـيـا وأغــلـى مُـؤَمَّـلِ
تـلـفَّتُّ وسْــطَ الــدار لــم ألــقَ نـظرةً
لـعـينيك تـشـفي مــن غـيـابٍ مـزلزِلِ
سِــجِـلَّاتُـك الــمَــلْأَى بــكـلِّ شــهـادةٍ
وأوراقِ أعـــــمــــالٍ لـــــطــــلابِ أوَّلِ
أَمــامـي أراهـــا شـمـعـةً مِـــن تَـمَـيُّـزٍ
تُــضِــيءُ بــــإذن الله يـــومَ الـتَّـأهُّـلِ
وإن فَــرَّقَـت دنــيـا الـفَـنـاءاتِ بـينـنا
فـمـوعـدُنا الأخـــرى بــوعـدٍ مُــؤَجَّـلِ
ومــا ابـنـةُ عَـمِّي غـيرُ أخـتٍ عـظيمةٍ
ووالـــدةٍ تـحـنـو عــلـى كـــل مُـعـوِلِ
لــهــا بـيـنـنا ذكـــرٌ جـمـيـلٌ وطــيـبٌ
فـطـوبى لـمـن عـاشـت بـذكرٍ مُـبَجَّلِ
وداعًــا لـمـن أمـسى طَـهُورًا وطـاهرًا
وعُـقـبى لـهـم يـارب فـي خـيرِ مَـنزِلِ