أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالله الجهني المسلمين بتقوى الله عزّ وجلّ في السر والعلن , وبشكره على آلائه ونعمه , فبالشكر تزاد النعم وتدفع النقم , قال تعالى: ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام يقول الله تبارك وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا تقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ) بأن يطاع فلا يعصى, وأن يذكر فلا ينسى, وأن يشكر فلا يكفر، وقال تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها )، أمر سبحانه عباده المؤمنين بالاعتصام بحبل الله وهو القرآن الذي أنزله الله سبحانه وتعالى , وما يتبع ذلك من سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم , فالاجتماع على العقيدة الصحيحة والتمسك بها هي التي تجمع القلوب وتؤلف بينها.
وعد هذا بالمجتمعات قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كيف كانت الفرقة والتنابذ والتناحر والعداوة , حتى بين أفراد القبيلة الواحدة , فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجاء هذا الدين معه , ودخل فيه من أراد الله له السعادة اجتمعت القلوب وتآلفت, ولهذا يذكر الله جل وعلا بهذه النعمة فيقول جل وعلا ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا )، ومن تذكر النعم ما من الله به سبحانه وتعالى على هذه البلاد المملكة العربية السعودية فجمع شتاته, وآخى بين أهلها , وحكم فيهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم , فاعتصموا بحبل الله وساروا على صراط الله المستقيم, وذلك بفضل الله وتوفيقه , ثم بفضل القادة المصلحين المخلصين الإمامين محمد بن سعود والإمام مجمد بن عبدالوهاب – رحمهما الله – حتى نشأت هذه الدولة في مراحلها الثلاث ولله الحمد والمنة في رخاء وازدهار, ثم قام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل – طيب الله ثراه – وأبناؤه البررة من بعده إلى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أمد الله في عمره على طاعته – وسمو ولي عهده الأمين – نصره الله وأيده بتوفيقه – فقامت مزدهرة سعيدة هنيئة ألا وإن أعظم النعم على حكامها وأهلها, أن جعلهم الله خداما لضيوف الرحمن , فلم يأل حكامها بكل غالٍ ورخيص في خدمة البيتين العظيمين, وخدمة قضايا المسلمين في كل بقاع الأرض , فبلادنا في نعمة ولله الحمد لا توجد في غيرها , فتجب المحافظة على مقومات هذه النعمة , وتقوية روابط وحدتها , والأخذ على يد من يحاول فك ارتباطها , وإثارة الخلافات بأي سبب كان , وفي أي مجال كان.
وأبان فضيلته أننا ولله الحمد في مملكتنا العزيزة نعيش في ظل وارف من عدالة الإسلام , وننعم بعيش رغيد , تحت الحكم الرشيد , ونتقلب في أمن شامل , حسدنا عليه القريب والبعيد , ونتمتع بإخاء وتراحم تحت راية التوحيد , كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم , يعلم في مدارسنا في كل مراحلها , وحكم الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم نافذ في كل قضايانا وعلى كل طبقاتنا فلله الحمد والمنة ,اللهم احفظ علينا إسلامنا , واحفظ لنا أمننا واستقرارنا, وارزقنا شكر نعمتك علينا.
وبين الشيخ الجهني في خطبته أن يد الله على الجماعة , ومن شذ شذ في النار داعيًا إلى الايمان بالقضاء والتوكل على الله والصبر على البلاء وشكر الله على النعماء فذلكم هو الخير كله .
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: إن من التحدث بنعم الله ما من الله به على هذه البلاد المباركة من نعمة التوحيد والوحدة والأمن والاستقرار وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما والاهتمام بقضايا المسلمين والمواقف الإنسانية الخيرة وتحقيق السلم العالمي منذ تاسيسها إلى هذا العصر الزاهر مما يوجب شكر النعم والحفاظ على أمنها واستقرارها ومكتسباتها وتحقيق الوحدة الدينية واللحمة الوطنية والبيعة الشرعية ولزوم الجماعة والإمامة والسمع والطاعة والدعاء لولاة أمرها بالتوفيق والسداد حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه لأنه سميع مجيب.