في عز مجد ووهج الصحف الورقية خلال السنوات الماضية ، كان من يمتهن مهنة الصحفي في المجتمع له شأن غير طبيعي بين أفراد مجتمعه ، ويحسب أنه من الطبقة المُثقفة ، ويجد التقدير من البعض خاصة ممن يعي دوره ويؤديه على أكمل وجه وبشكل سليم ، ولديه النزاهة والحيادية فيما يكتب ، وفي نفس الوقت تسلل إلى مهنة بلاط صاحبة الجلالة بعض الدخلاء ، الذين قبلتهم الصحف ليس لمهاراتهم أو إمكاناتهم وقدراتهم بقدر ما هو الحاجة إما لوجوده في منطقة نائية ، أو لعدم وجود متمكن في تلك الناحية، أو لاهتمامه بنوع معين من الأمور التي لا تجد متخصصين أفذاذ لها ، الأمر الذي يجعل الـ "ديسك مان"deskman في أي صحيفة يتعب كثيراً على المواد التي تصله من هؤلاء ، هو وكل من معه في "المطبخ الصحفي kitchen حيث يعملون على إعدادها من جديد في صورة صحفية صالحة للنشر ، بمراجعة المعلومات وسلامة اللغة وجدارتها المهنية حتى تخرج في قالب صحفي خال من الأخطاء والعيوب ، أو كما يقول أحد مدربي الصحافة أن المطبخ الصحفي باختصار هو المكان الذي تدخل إليه المادة الصحفية "يا مولاي كما خلقتني"، ليخرج الموضوع عروسة عناوين وفقرات وصياغة.
ومع انتشار الصحافة الإلكترونية وامتلاك كل من هب ودب لصحيفة حتى وإن كانت خبرته الصحفية " صفر " وأسمى نفسه رئيس التحرير ومالك الصحيفة الفلانية ، اتضح دور المطبخ الصحفي الذي كان يغطي عيوب وفقر من يدعون أنهم صحفيين ومهنيين وعملوا في الصحف الفلانية المحلية والدولية والرياضية ، وسبقوا اسمائهم بلقب الاعلامي ، وسجلوا في سيرهم الذاتية سنين خبراتهم الصحفية .
فأغلب الصحف الإلكترونية لدينا ليس لديها مطبخ صحفي ، وأول ما تصلها المادة قص ولصق بكل مافيها من عيوب كشفت لنا أن هذا الجهد في الصحف الورقية لم يكن كما كنا نتوقع فقد انخدعنا به سنين من خلال الجهود التي كان يقوم بها الديسك مان من خلفه فمادته أيام الصحف الورقية ذات ملكة لغوية ونحوية، وتذوق مهني ، وثقافة شاملة ، وتوزيع للعناصر ، وإجادة في اختيار الصور ، وكتابة العناوين ، فيما اليوم عمله بالصحافة الإلكترونية لا سلامة لغوية في الكتابة والتحرير وسلامة التركيب ، ولا دراية بالأخطاء اللغوية ، ولا إدراك لقواعد اللغة العربية ، ولا قدرة على انتقاء الألفاظ والعناوين والمقدمات والاستهلالات والسيطرة على السياق وحسن توظيفه ، ولا تخصص مما ييسر عمله ويجنبه كثيراً من المزالق ، ولا قدرة على الاختصار والاختزال بل تجد حشواً يبعث الملل ، فضلاً عن افتقاد بعض القواعد الأخلاقية والمعايير المجتمعية والآداب العامة بالجنوح نحو الانحلال أو الإسفاف أو الابتذال .
مجمل القول أن الصحافة الورقية من غير قصد خدعتنا بهؤلاء الذين كشفتهم الصحف الإلكترونية ، وأننا لكي نعيد الأمور إلى نصابها إما نشترط وجود ديسك مؤهل توافق عليه الجهة المعنية ليكون مسؤول عن تلك الصحيفة الإلكترونية، أو أن على هؤلاء الذين انخدعنا بهم أن يتواروا فقد انكشفوا وحانت مغادرتهم .
- 23/11/2024 الأهلي يكسب الفيحاء بهدف نظيف
- 23/11/2024 التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الأخدود والشباب
- 23/11/2024 مجلس إدارة جمعية رواد العمل التطوعي بجازان يعين الأستاذ مالك ابو علوان مسؤولاً عن مواقع التواصل الاجتماعي
- 23/11/2024 الأستاذ خليل النمازي رئيساً للمركز الإعلامي بجمعية رواد العمل التطوعي بجازان
- 22/11/2024 القادسية يجرح شباك النصراويه
- 22/11/2024 جمعية البر تنظم زيارة إلى “منشآت” لتعزيز تمكين المستفيدات
- 22/11/2024 مدير عام التدريب التقني والمهني يفتتح فعاليات مسابقة”صُناع” لإنتاج الحرف اليدوية بجازان
- 22/11/2024 تبوك تحتضن منافسات بطولة المملكة للتايكوندو التأهيلية لأندية المجموعة الثانية للبراعم
- 22/11/2024 نائب وزير التجارة تبحث تعزيز الشراكة السعودية – البريطانية
- 22/11/2024 آل موصلي وآل زهران وآل كيال وأقاربهم يستقبلون المعزين بوفاة فقيدتهم
المقالات > المطبخ الصحفي الذي خدع المجتمع
✍️- مبارك بن عوض الدوسري
المطبخ الصحفي الذي خدع المجتمع
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/121485/