ثلاثة أيام مشروبات ساخنة ومناديل وبعض الابتسامات المبتذلة ونظرات شفقة ،خليط من المشاعر الغضب، الحزن، الغضب مع الوحدة
كل هذه مشاعر أهل الفقيد لكنها ليست دائما فقط ثلاث ليالٍ .
الموت ! هل هو نجاة من الحياة؟ أم الحياة بعد الاختبار ؟!
مريض بين الحياة والموت مستعد للذهاب
يبدأ يودعنا تدريجياً ،
يفقد الرغبه في الطعام ،ينسى شغف وحب الحياة ، يكتفي بالاستسلام دائما ،يفضل الهدوء ويغادر بعقله ، وذاكرته إلى عالم آخر يدركه هو دون غيره ، يرى مالا يرون ويسمع غير مايسمعون ، يميل إلى النوم المضطرب يصحو دقائق ويغفو ساعات ،
إلى أن يستسلم وينسى كيف يتحرك .
بدأ المريض يصارع سكرات الموت أمام عينيّ تدريجياً أمامي جسد شاحب وعينان شاخصتان ، وبرود تدريجي لأطرافه .
إنها أولى مراحل خروج الروح إلى بارئها .
الموت مرحلة( الاحتظار النشط)، طرح الخبير في الطب التلطيفي الدكتور السويدي (لوران )
إنه في هذة المرحلة آخر مراحل الحزن والألم ودائما تكون مريحة على المتوفى حيث إنه إن كان مريضاً يقل ألمه ، وإن كان حزيناً أو تعيساً ينبض بالحياة، هذا بسبب تدفق هرمون الإندروفين في الجسم.
من عظمة خلق الله أن لكل خليه في جسمنا ساعة بيولوجية مقدر لها الموت في موعد محدد ، كل خليانا ومن غادرنا من سابقين ونحن لهم لاحقون تموت تدريجيا قبل مغادرتنا بلا عودة ، تختلف هذه المرحله من شخص لآخر ، ثلاثة أيام أسبوع ،أسبوعان .
اذكر مريضي قبل وافته بأسبوعين فقط حسه في الكلام أصبح لا يريد سوى التقاط أنفاسه ومشاهدة التلفاز ،ذهبت لأراه قبل وفاته بأربع ليالٍ
فلم يتحدث معي ولم يرد حتى إزعاجي بالنظر إليّ. يحدق عالياً وينظر إليّ يسرق نظريته كي لا أراه وهو يودعني، يتحدث مع غيري ليسوا موجودين ،مع الأموات ويضحك ويهمس لهم.
حينها عقلي أدرك أن مريضي ذاهب، ولكن قلبي صرخ باكياً ولسان حاله يقول لي لا لن يغادر ، فقط هو مريض، أتحسس بيديّ وعينيّ وقلبي جوارحه أنها بارده وتكاد تخلو أطرافه من الحياة أستطيع أرى الدم يتفق منه بكسل وتهاون.
تلك المرحله الثانية من الموت هو إن المريض أوشك على مغادرتنا والسفر بلا عوده.
يرى الموتى من أقاربه وأصدقائه يرحبون به وينتظرونه ويخرج من عالمنا بعقله تماما يصبح شخص ضيف على الدنيا ،لكن هل هذا من تدبير العقل ؟أو له تفسير منطقي هل يمكن رؤية الموتى ومخاطبتهم ؟
يقول الدكتور بارنيا: إن هناك تفسيرات علمية لهذا الفعل ،وهو من المرجح أن الدماغ يقوم بمسح نفسه طريقة للبقاء على الحياة
وأنه أيضا يبقى حيا حتى يدفن الميت
وهذا ما يفسر إن الموتى يمكنهم سماعنا حتى مغادرة آخر فرد من عائلته المقبرة بيته الجديد.
مريضي زاد ألمه وكثرت المسكنات وما زال قلبي وعقلي يتصارعان بين مؤيد و معارض، هل الموت يتمكن منه ويأخذه مني أو سيقاوم ؟
كيف تلقيت خبر الوفاة ؟
اتصال من أحدهم، أو بلاغ من المستشفى، أم فارقك أمام عينك هذا هو الموت ليس له موعد ولا مكان يأتي حيثما قدر له أن يغادرنا ،ويذهب
لحياة بعد الموت وراحة من الألم أو حتى الحزن. فقط هو مقدر لنا وعلينا أن نستعد له ونشعر بحزن وشغف وخوف ويبقى الموت وما يتبعه إلا بضع ليال وثلاث أيام مشروبات ساخنة ومناديل
وبعدها الوقت يجعلنا ننسى ونتدارك ويصبح مريضي فقيدي ذكرى معي وروح تساندني.
الموت هو أن تعيش في الدنيا بلا هدف ولا هوية فقط جسد أما الحياة الأخرى فهي حين التفت الساق بالساق ليست سوى تجربة وانتهى صاحبها منها !
التعليقات 1
1 pings
حنان
19/10/2020 في 5:53 م[3] رابط التعليق
اللهم ارحم موتانا جميعا ياااارب واسكنهم الفردوس الاعلى
(0)
(1)