استوقفتني عبارة جميلة لأحد الزملاء بحالته بالواتساب (إن المتباهي بعلمه أشد قبحاً من المتفاخر بماله وجاهه العلم إذا لم يرب صاحبه فهدمه خير من كسبه ).
هناك من يعتقد أنه لايجهل شيء في الحياة وهذا هو الجاهل الحقيقي المشكلة ليست في العلم وإنما يجهل لأنه يجهل، كما قال المتنبي :
" كدعواك كلن يدّعي صحة العقل ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل" .
فلهذا الإنسان يحتاج إلى علم كثير لا ليكون عالم بل ليعلم أنه جاهل.
حتى نكون في الصورة أن أكثر الأشياء التي علمتنا العلوم الحديثة من التطور والصناعات والتقنية ليس بمدى علمنا بل علمتنا مدى جهلنا فالجهل مع الفقر يساوي إجرام والجهل مع السلطة استبداد والجهل مع الدين إرهاب بعكس ذلك فالعلم مع الفقر يساوي قناعة والعلم مع السلطة يساوي عدل والعلم مع الدين يساوي استقامة فأقبح شي أن يرى المرء نفسه رفيعاً وعند العالمين وضيع.
صحيح أن المتباهي بالعلم عدو العالم وجاهل أيقنت وقتها كلما زاد الإنسان علما يزداد يقيناً بجهله.
فكلما تعمقنا في العلوم الكونية والنفسية والفلسفية وغيرها اكتشفنا أننا جاهلين في أمور كثيرة بالتالي يزداد تواضعنا.
فالتجارب في الحياة لا تجعل الواحد أنه عنده كبر في نفسه أنه فاهم الحقيقة كاملة بالعكس يكون متواضع.
قال تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ).