قال الله تعالى:
"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".
قال تعالى: "كل نفس ذائقة الموت".
إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى.
لا نقول إلا ما قاله الصابرون: "الَّذِينَ إِذَا أَصَأبَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".
والحمد لله ربِّ العالمين على قضائه وقدره، وإنا على فراقك أبا عبدالعزيز لمحزنون، سيظل ذكرك الحسن في قلوبنا.
تعجز كلماتي ويحار قلمي عن وصف رجلٍ شجاع مثله، كان -رحمه الله تعالى- نِعمَ الأخ التقي النقي الصالح، كان مبتسمًا صبورًا يحبُّ الجميع، كان صاحبَ قلبٍ كبيرٍ ليس فيه إلا محبة الخير لكل الناس، ولا يعرف ظن السوء، ولا يحمل في قلبه الحقد والكراهية والحسد لأحد مهما أساء إليه، كان ذكيًا فطنًا، نزيهًا يكره الفساد والغِشَّ.
لذلك أحبه الناس ، وصاحب همة عالية، ومهذبًا ولطيفًا مع كل الناس، ومتواضعًا إلى درجةٍ كبيرةٍ، ومِنْ أبعد الناس عن حبِّ المظاهر والرسميات، وصاحب روحٍ مرحة وبديهة حاضرة، وكريمًا دون تبذير، ومقتصدًا دون تقتير.
فقد كسبَ القلوبَ بطيب الخصال والسجايا والأفعال والأقوال، قدَّمَ الكثير لخدمة المجلس البلدي بالرياض، في ظل حكومتنا الرشيدة رعاها الله تعالى ، قبل وفاته طلب رقم حساب الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم .
فما أعظم حزننا عليك يا أبا عبدالعزيز، وما أكبر مصابنا بفقدك !
وأحسن عزاء أسرتك الكريمة، وأحسن عزاءنا فيك،
أصيب بالمرض وتوفي على أثره يرحمه الله تعالى .
اللهم يارب العرش العظيم أسالك للفقيد العفو والمغفرة والرحمة، الله تعالى يحلله ويبيحه ويسكنه فسيح جناته، ووالدينا ووالديكم والمسلمين والمسلمات اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّهِ من الذنوب كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله.
أَسالُ الله أن ينزله منزلة الأبرار، ويفسح له في قبره، وينور له فيه، وأجره من فتنة القبر ومن عذاب النار.
اللهم يا يارحمن يارحيم نسألك لذويه الصبر والسلوان، وأَنزل عليهم السكينة من عندك،
اللهم وارحم أمواتنا وأموات المسلمين أجمعين، وارحمنا يارب إذا صرنا إلى ماصاروا إليه، وصلِّ اللهم على محمد و على آله وصحبه وسلم.