نحن نتطور عقليا بسرعة و نطور أفكارنا و نسلم سلطة حياتنا للأفكار ، إن عقولنا مبرمجة لذا قد لا تدرك المدخلات ادراكاً صحيحاً .
لأن مشاعرنا مخبئة ، لا نطورها و لا نستخدمها و نعتبر أن تسلم المشاعر السلطة هو ضعف !
و الحقيقة أن الروح و حكمة القلب تقود أفضل من الأفكار و توجهنا للحقيقة و لمصلحتنا المطلقة .
أذكر مثال على ذلك :
حيث أن كفار قريش اتبعوا المنظومة الفكرية السابقة ( أفكار آباءهم و أجدادهم ) سلموا أنفسهم لسلطة الأفكار و هي لا تعني أبداً العقل و الحكمة لأن هناك أفكار منحرفة و أفكار ظالمة و أفكار غير سوية و هذا ما نفاه القرآن الكريم في قوله تعالى ( لا يعقلون ) و ( لا يهتدون ) ، لذا ليست كل فكرة صحيحة أو تدل على العقل أو تؤدي للهداية إلا اذا وافقت القلب و هو مركز الروح .
----------------
فكفار قريش في قرارة قلوبهم يعلمون بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم و أمانته لكنهم استكبروا وظنوا أن عقولهم تهديهم للأفضل ونعلم جيداً أن الكبر من علامات سيطرة الأفكار و هي ما تسمى في علم النفس ( الايقو )
و هو مجموعة الأفكار السابقة الناتجة من التنشئة الاجتماعية و الفكر الجماعي و الخبرات الماضية التي تحكم سلوك الإنسان و تقاوم تطوره و تقاوم الفكر الجديد مهما كان صحيح ، والقلب له دور في تطويع هذا الكبر و تقويم هذا (الايقو) و الخروج من الفكر الجمعي الذي له تأثير الأصنام
هم يُخفون خوائهم الفكري خلف أصنام العادة
و يهملون قلوبهم و يسكتون حقيقتها
لذا كان من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( استفتِ قلبك )
وكان من قوله تعالى ( إلا من أتى الله بقلب سليم )
القلب يعقل لذا كانت سلامته هي المنجية عند الله تعالى
إن التوازن بين العقل والقلب هو غاية الروح لتحقيق سلامها ومتى ما تمكنت من تحقيق التوازن الأمثل بينهما ستهدأ ضجة الأفكار وعشوائية المشاعر وستجد السلام الداخلي و السعادة و الهداية .