تبدأ هادئة ثم ما تلبث أن تكبر وتكون أحيانا عاصفة قوية رغم أنها تخرج ضعيفة وتولد قبيحة غير أنها تعبث بكل زاوية في نفوسنا حتى إذا تمكنت من أحدنا وأصبح وعاء لها خرجت به ومن خلاله ليكون المجتمع القريب مسرحها فينقسم أفراد المجتمع حسب أدوارهم النابعة من رؤيتهم لها فمن هي ! إنها المشكلة.
كثيرا ما نتسائل لم تظهر في حياتنا وتكبر سريعا رغم ضعفها وقبحها أليس فينا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أليس لنا عقول تدير الأمور أليس لنا قلوب تحب وتكره أليس لنا أهل حكماء وأصدقاء أوفياء. عجبا من أي باب أوتينا، الأمر محير حقيقة ولكن سأجيبك في ثنايا الحديث، من المعلوم أن المشكلة تنشأ وتكبر بين الأهل والأصدقاء والمجتمع بأسره عندما يسمح كل فرد لنفسه بالانعزال عن صوت العقل والقلب والنصح فلا يرى ولا يسمع ولا يفهم إلا ما تمليه عليه نفسه المتشربة بالمشكلة. فيفقد الإحساس بالزمان والمكان فلا ينفع معه العلاج من خلال ذكريات جميلة في أي زمان ولا مواقف جيدة في أي مكان فلا يرى ويسمع إلا في حدود المشكلة التي سكنت نفسه وأصبحت لها وعاء وجعلت من خيوطها قيود يراها حديدية بينما هي أوهن من خيوط العنكبوت. وقد يتحرر منها يوما لكن بعد أن يفقد كثيرا من أحبابه إما بالموت أو جفاء النفوس وتصدع القلوب فيعود على أطلال المحبة بعد رحيلها من النفوس. ولو وعى دورة حياة المشكلة وعلم أنها موقف ثم خلاف ثم مشكلة ثم فتنة وقطيعة وخرج منها مبكرا في أول مراحلها ربما كان أنجح وأسلم أو على أقل تقدير نجح في إيقاف الخسارة، رفقا بأنفسنا البسيطة التي ارهقناها بالمشاكل واعييناها بأسقام الكره والحسد والانتقام فلن نعرف السعادة إلا بالحب والوئام والصفاء، أما العلاج فدرهم تسامح أغلى من قنطار انتقام وكلمة اعتذار دواء للنفس من الأسقام وراحة البال، أما وصية الختام للوقاية عقل رزين ولسان حصين وقلب سليم ولفظ قبل أن يغادر الشفاه يمر على الموازين تعش سالما محبا طوال السنين.