ينطوي قلبك في الزاوية كلما مسحت بكفك على رأسه ، لا يألفك بل يخافك ، كلما اقتربت منه تزداد رجفته ، يرفض أن تسحبه مجددا إلى المنتصف ، إلى الساحة ، يفضل أن يسكن الزاوية آملا أن يبتلعه الحائط ، ليرتاح منك ، من استمرارك في المحاولة ، من خنقه بحبل التجربة دون التوقف عن ذلك . لا شيء يحترم رغبته الداخلية الملحة في التوقف عن مجابهة الحياة ، خیار رفع الراية البيضاء ، يكلفنا أرواحنا ففكرة الاستسلام هي مرادف ناعم لكلمة الموت ، الموت يعني النهاية وهذه النهاية مجهولة ووجبنا من المجهولية يتغلب على رغبتنا الداخلية الملحة في التوقف عن مجابهة الحياة الملعونة تعيش حالة شاملة من السخط ، على كل وأي شيء ، لا ترفض جزءاً من الحياة بعينه ، بل فكرة وجودك المطلقة فيها ، تشتم البداية التي لم يسأل عن موافقتك من عدمها عليها أحد تلعن النهاية التي ترفض إلى الآن أن تأتي لوحدها دون الحاجة إلى شجاعتك في الرحيل أنت في أضعف حالاتك وأكثرها سلامة كان السقوط ملجأك لولا أن القاع اختفى ، تشفق على محاولات الآخرين البائسة في انتشالك مما أنت فيه ، فمن أحقر طرق الطبطبة ، هي رمي الكرة في ملعب من يشكو إليك ، تضع الحياة بأكملها على الطاولة ثم تشير إلى الألم الذي يعاني منه أمامك ، وتخبره بأنه خياره المطلق .