من أكثر ما يسبب الخلافات على مستوى الأسر أو على مستوى المجتمعات والجماعات فرض الرأي وعدم إتاحة الفرصة للآخرين لإبداء وجهة نظرهم ، بل قد يصل بهم الأمر دون مبالغة لمصادرة كل الآراء التي لا تتفق مع آرائهم مطبقين نظرية "إن لم تكن معي فأنت ضدي " .
من لا يدلي بدلوه ، ويشارك برأيه في أي موضوع متاح للنقاش وفيه مساحة لأخذ وجهات النظر ، يعتبر في نظري شخصا أمعة، مسلوب الشخصية ، فاقد الثقة بالنفس ينطبق عليه قول الشاعر
دريد بن الصمة
ومَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّة إِنْ غَوَتْ غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّة أَرْشُدِ
ومن يسلك هذا المسلك يكن ظالماً لنفسه بغية إرضاء الآخرين ومجاملتهم، وهذا ليس من شخصية المؤمن ، يقول عليه الصلاة والسلام : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كلٍّ خير .
ومما يؤكد حرية إبداء الرأي مشروعية الشورى في ديننا الإسلامي ، قال تعالى : " وشاورهم في الأمر "
وقال تعالى : " وأمرهم شورى بينهم " .
فلا نجري وراء الكثرة نسايرهم ونطبل لهم ، وهم قد جانبوا الصواب وضلوا طريق الحق ، بل نصمد أمام الجميع متى ماكان رأينا حيادياً ، ويلامس الحقيقة بشكل كبير
ولنكن مثل ورقة الخريف التي لزمت مكانها وتشبثت بغصنها رغم سقوط كل صويحيباتها في فصل الخريف .
التعليقات 2
2 pings
أبو حسام
06/01/2021 في 11:38 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله تبارك الرحمن إبداع أيتها الكاتبة
طرح جميل ، يستحق الإشادة. نرفع لك القبعة
(0)
(0)
عمر للزبيدي
07/01/2021 في 12:14 م[3] رابط التعليق
مقال في منتهى الروعة
(0)
(0)