بعد ماعاشه الناس من ظروف العزل الاجتماعي التي فرضت عليهم بسبب جائحة كورونا كأسلوب علاجي للحد من انتشار المرض ،وشعورهم بالرغبة في العودة إلى العمل أو المدرسة والتواصل مع الآخرين ، وفي ظل ماشعروا به في تلك الفترة من ضغوط نفسية . وبقدر ماكانت تلك الفترة مؤلمة وقاسية على الجميع ، سؤال أطرحه على من يمارس هذا العزل وبشكل دائم على من هم تحت ولايته كأسلوب من أساليب الضغط وفرض القوة والسيطرة ... هل شعرت الآن ببعض مايشعرون؟؟
إن العزلة التي يمارسها الأقوى ويهدف بها فرض السيطرة وعزل الضحية عن العالم الخارجي ليجعل الضحية أكثر اعتماداً عليه ويقلل من فرصتها للإنقاذ والهرب ، هي تلك التس يمارسها الزوج المتسلط ليمنع زوجته من ممارسة هواياتها أو صلة أقاربها أو حتى إكمال مشوارها الدراسي أو المهني .
هي تلك العزلة التي يمارسها المسؤول ضد موظفيه بأن يحرمهم من الحصول على حقوقهم أو يقلل من قدراتهم ويتجاهل انجازاتهم ويعطل من فرص نهوضهم .
أو تلك العزلة التي يمارسها بعض الآباء على أبنائهم بحجة الخوف عليهم متجاهلين حقهم كبشر بتكوين علاقات اجتماعية كمطلب مهم من مطالب نموهم ، مما يجعلهم يعانون من الوحدة والإكتئاب والقلق ويؤدي بهم ذلك إلى تدني تقدير الذات وزيادة الفرصة لإصابتهم بالأمراض .
يقول ابن خلدون في مقدمته " إن الإنسان اجتماعي بطبعه" وهذا يعني أنه لا يستطيع العيش وحيداً بمعزل عن البشر مهما توفرت له سبل الراحة، ويعتمد الإنسان على الآخر في الحصول على احتياجاته وصقل مواهبه وتنمية ذاته .
فرفقاً أيها البشر بمن وليتم أمرهم . قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فأشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق يهم فأرفق به) رواه مسلم