نحمد الله سبحانه وتعالى أن جعل أرزقنا بيده سبحانه وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين ولم يجعلها بيد البشر
قال تعالى (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
الصدقة دواء للأمراض البدنية كما قال صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة».
ولكن الذي نشاهده الآن ظاهرة
باتت متفشية وهي تصوير الصدقات والزكوات التي تقدم للفقراء والمساكين بنشرها في جميع وسائل التواصل الاجتماعي قال صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» [في الصحيحين]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: "ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم"
ومانشاهده الآن من تصوير الصدقات والزكوات ليس صدقة كماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ الله يوم الْقِيَامَةِ في ظِلِّهِ يوم لَا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ ...) وذكر منهم ( وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حتى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ ) ومعناه عند أهل العلم : هو أن المنفق يخفي نفقته ، وأنه من شدة تحرزه في إخفائها ؛ فكأن شماله لم تر ما أنفقت اليمين.
بل من باب الرياء والعياذ بالله دون مراعاة لمشاعر الفقراء وعفتهم متناسين انها حق معلوم من لله في اموالهم للسائل والمحروم كما قال تعالى
(وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ )
الصدقة تنمي المال وتزيده ولاتنقصه و يبارك له في ماله كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: «ما نقصت صدقة من مال»
وعلينا أن نتحرى ونبحث عن المحتاجين والمعوزين خصوصًا في شهر رمضان المبارك وفي أيام الاعياد وفي بداية الدراسة وفي الاجازات وفي وفي أيام البرد والأمطار والسيول والكوارث والفيضانات
كم من محتاج وهو متعفف لانعلم عنه بل علينا البحث عنه والتصدق عليهم
قال تعالى{لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم}
والتصدق ليس بالمال فقط بل بالمأكل والمشرب والملبس. بل وحتى بالكلمة الطيبة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والكلمة الطيبة صدقة))؛ الحديث متفق عليه.
علينا جميعًا أن نحذر من تصوير التصدق على المحتاجين ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي .
بقلم إبراهيم النعمي