تختلف درجة كبرياء الأشخاص و ذلك يرجع لعمق و قوة الاختبارات التي وضعها المرء لنفسه وتحدياته لذاته ومدى نجاحه فيها ...
فيضطر بعد ذلك لتصعيد وتيرة تحدياته في محاولة لكسر حدوده وتجاوزها أو الحفاظ على تاريخ بطولاته وتذكير نفسه بقدراته ...
وسيكسب احترامه لذاته واعتزازه بنفسه فيتعاظم كبرياؤه...
بخلاف من يحب نفسه بصورة نرجسية جوفاء وسطحية خاليه من الاحترام الجوهري المستحق ... لأن نظرته لنفسه تحمل كل هزائمه السابقة وكل انسحاباته ومواقف ضعفه وعجزه حتى أصبح لا يقبل أي تحدي جديد سوى تجديد أساليب التهرب من التحديات واختلاق الأعذار ...
جاهلاً بأن من يحب نفسه فعلاً ويحترمها لا يقبل الانسحاب من التحديات بسبب غيرته على سجل انتصاراته ولأن نظرته لنفسه " أنه قادر على الانتصار و النجاح " مسلمة لا تقبل المراهنة .
فهو يحمل تاريخ انتصاراته ويمضي في حياته ويشعر إن لهذا التاريخ واجب الحماية بينما يحمل غيره غروره ونرجسيته فقط وكل ما يخشاه ان ينكسر غروره أمام أول تحدي !
وهذا هو الفرق بين النرجسي الذي يحب نفسه بلا احترام حقيقي للذات و يحيط نفسه بهالة من غرور ليحافظ على شكل يحمي شظاياه الداخلية ..
و بين المعتد بنفسه صاحب الكبرياء الحقيقي من يحب نفسه و يحترمها و يحترم تاريخها ..
كيف نكسب احترامنا لذواتنا بدون اختبارات و دون أن نواجه تحديات الحياة ؟!