أكتب هنا ولم أشر عمدا إلى وزارة يفترض أنها المعنية بالأمر كونها الوزارة المختصة بدراسة الظواهر والمتغيرات ووضع التنبؤات وفقا لذلك ثم تقديم الحلول المقترحه لمعالجتها
وهي وزارة التخطيط والاقتصاد
والمعنية بتطوير موارد الدولة الاقتصادية والتنموية وتقييم فعاليات النشاط الاقتصادي والمالي والارتقاء به لمستويات أعلى مع تداخلها بالتكليف مع وزارة المالية...قد لا يتيح لها الإهتمام بمثل هذه الأمور حاليا.. الخ
ربما لأن هذه الوزارة معنية بالتخطيط لرؤى واستراتيجيات مستقبلية تتجاوز بمراحل قدراتنا الذاتيه حاليا وتغض الطرف عن دراسة أي ظاهرة اجتماعية أو اقتصادية طارئة..!!
وبالتالي لا طائل ربما لمناشدتها فقد لا يكون الأمر بالضرورة يعنيها..
واقول وبالله التوفيق
أن ثمة مؤشرات بدأت تظهر للسطح مواكبة أو ربما ناتجة عن التداعيات النفسية والإجتماعية المصاحبة لمرض الكورونا...
وبالرغم من الجهود الجبارة والهائلة التي بذلتها الدولة بتوجيه مبارك من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهم الله
والتي أدت بعد توفيق الله تعالى إلى تقويض وبالتالي السيطرة على تداعيات المرض وآثاره الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في المجتمع السعودي
في تجربة لقيت احترام وتقدير العالم أجمع.. وأصبحت تجربة تطرح للتطبيق والممارسة حتى في دول متقدمة اقتصاديا وعلميا..
ونحمدالله تعالى على هذه النعمة العظيمة قياسا بما شهدته معظم دول العالم...
ولكن يهمنا الإشارة إلى مناقشة وطرح بعض الحالات للدراسة والإستقراء حتى لا تتحول إلي ظواهر.
نعلم أن الأعمار بيد الله تعالى ولا يملك أحد عمل شيئا إلا مايعتقد أنه من فعل الأسباب والله بيده مفاتيح الغيب.. وعليه فقد تم تداول مؤخرا حالات وفيات لمدرسين فضلاء أثناء إعدادهم أو مشاركتهم طلابهم في برامج منصتي مع طلابهم في أكثر من منطقة
سواء خلال فصلين سابقين أو مع انطلاقة الفصل الدراسي الثاني لهذا العام الدراسي....
وهو أمر أصاب الجميع بالألم والحسرة لهذه الأرواح الكريمة التي غادرتنا من معلمي الأجيال لأبناءنا وهي تؤدي رسالتها الكريمة بكل شرف وأمانة
وأعاد التفكير والتأمل في مكانة هؤلاء الأبطال الذين يؤدون أدوارهم بكل مسؤلية دينية ووطنية وتربوية...
ودراسة العامل النفسي أو التنبؤ بأسباب حصول هذه الحالات أثناء تقديم حصصهم لتلاميذهم عبر برنامج منصتي أو الاستعداد لتدريسهم عن بعد..
ومعرفة تأثير الجهد البدني والنفسي للمعلمين عبر هذا البرنامج ومدى جدوى تطبيقه مستقبلا ضمن برنامج الرؤية ٢٠٣٠.
وهل يفقد رجل التربية والتعليم هيبته وقيمته العلمية والإنسانية حينما يفقد تطبيق الوسائل التقليدية في آداء دروسه أمام طلابه مباشرة..؟!!
أم أن انعكاس اهتمام الطلبة السلبي مثلا وأولياء أمورهم إن وجدت _ببرنامج الدراسة عن بعد وأخذها بعدم الجدية الكافية يؤدي إلى شعور مدرسيهَم بالإحباط.. والضيق النفسي ؟!!
لا أدري ولا أتنبأ بأي إجابة..
وأعلم أن دراسة مثل هذه الحالات ستلقى اهتماما أكبر لدى الجهات المعنية وتقوم ببحث أسبابها إن وجدت
وقد يقول قائل أن ثمة أمر يمكن أن يحصل بالمثل في قاعات وفصول التدريس.. وأقول نعم ولكن قياسا بما حصل مؤخرا في ظروف التعليم أثناء الجائحة قد يفوق مايحصل خلال سنوات في الظروف الاعتيادية والطبيعية
فقط أضع يدي على قلبي لو بدأ رقم وفيات المدرسين عبر منصات التدريس عن بعد يتجاوز أرقام المعلمين الذين قضوا بسبب جائحة كورونا نفسها بالمملكة..
هؤلاء جميعا أبنائنا وأهلنا سعوديون أو غيرهم..
وحيث قدمت الدولة كل إمكانيات الدعم من كشف صحي ورعاية طبية وتطعيم مجاني للمواطن والمقيم ودعمت كل أوجه الأنشطة والبرامج الاقتصادية والمعيشية الخاصة بالجائحة وتكفلت بكل التبعات الناتجة عن ذلك لتخفيف هذه الآثار عن الجميع..
فإننا نتطلع إلى مشاركة الجامعات ومراكز البحوث.. للتأمل في هذه الناحية قبل أن تصل إلى مستوى الظاهرة ووضع المقترحات والتصورات الخاصة لمعالجتها إن أمكن وتخليد أسماء مثل هؤلاء الأبطال أسوة بغيرهم من جنود مكافحة الجائحة الطبين والأمنين والممارسين على مختلف تخصصاتهم
و تكريمهم وحفظ مكانتهم وتقدير جهودهم بعد رحيلهم أمام أبناءهم وأسرهم..
ودراسة جدوى اتخاذ قرار مستقبلي بتطبيق مفهوم الدراسة عن بعد وأثره التربوي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي على كافة المعنيين بذلك
والله ولي التوفيق.