للهند قصة عظيمة في الكفاح والنهضة، والتطور الاقتصادي والتقني، وقد استقلت عام 1947م ورغم التنوع الديني، والعرقي والقومي، إلا أن الهند سخرت هذا التنوع من أجل المستقبل، وركزت على بناء الإنسان والتنمية، والتطور التقني والعلمي، وقد احتفلت الهند بعيد الجمهورية الـ72 في يوم 26 يناير 2021م ليتذكر الشعب، قدرة الهند على تجاوز التحديات.
فالإحتفال بعيد جمهرية الهند الـ72 يعتبر مناسبة عظيمة للتعرف أكثر عن دولة لديها فائض كبير في التعداد السكاني، والذي يتجاوز 1.366 مليار، وهذا رقم ضخم في الإدارة، والتخطيط الاجتماعي والإقتصادي، ومع ذلك هناك مسارات، ورؤية للهند ولمستقبلها يقوده قطار المعاهد، والجامعات ومراكز البحث العلمي.
كما أن إحتفال السفارة الهندية في الرياض الاثنين الماضي بعيد جمهورية الهند الـ72 رائعا جدا وتم فيه الالتزام الكامل ببروتوكول جائحة كورونا، وألقى السفير الهندي الدكتور/ أوصاف سعيد كلمته القيمة عن الاحتفالات بعيد الجمهورية الـ72، ورحب بجميع الحضور، وأكد أن الهند قوة اقتصادية حديثة، وتسعى إلى ضمان الاستقرار، والسلام في العالم.
فقوة الهند الإقتصادية، جاءت نتيجة توسع الهند في التعليم، وجعله متاحا للجميع، حيث أن العلم يعتبر أداة للتعامل مع المستقبل، وإبعاد العديد من شرائح المجتمع عن شبح الفقر، والحاجة والعنف والتطرف، فاليوم وفي كل شركة عالمية هناك عدد كبير من التنفيذيين من الهند، وعلى رأس تلك الشركات، وأصبحوا رأسمال الهند الخارجي.
وتشهد العلاقات السعودية الهندية تطورا ملحوظا، حيث تعتبر الهند من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع المملكة، وسعت لبناء علاقات أقتصادية، وتجارية منذ استقلالها عام 1947م، وتعتبر دولة الهند قاعدة تجارية مهمة في غرب آسيا، وهناك خطوات جادة، وملموسة نحو شراكة إستراتيجية متينة وفاعلة بين البلدين.
أيضا هناك تعاون، وتنسيق مع رؤية المملكة 2030م، وشراكة استراتيجية ، وأقتصادية بين المملكة والهند، فالبلدين يعيشان حالة من الاستقرار السياسي، وتتسم سياساتهما بالتعاون مع دول العالم وقد توّجت العلاقات بزيارات عديدة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله – ورئيس الوزراء الهندي السيد/ ناريندرا مودي.
وقد تطرقت الزيارات إلى العديد من الملفات الاقتصادية، والأمنية والسياسية، وركّزت بشكل خاص على قضايا التعاون الثنائي، وتعزيزه ودعم الشراكة بين البلدين، وتفعيل وتطوير التعاون في مختلف المجالات، وإيجاد آليات يُمكن أن تُسهم في القضايا الإستراتيجية، والاقتصادية، والاستثمار في التقنية، والذكاء الصناعي.
ووقفت المملكة مرارا إلى جانب الهند في علاقاتها الإقتصادية والنفطية، وبخاصة عندما ارادت إيران إبتزاز الهند حينها بمبالغ مالية تجاوزت 5 مليارات دولار، حيث سمحت المملكة للهند بالسداد المريح، ودون ضغوط لتجاوز تلك الأزمة، ناهيك عن الإستمثارات المشتركة، وإرتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأعوام الماضية.
فالمملكة والهند دول عريقة، ومحبة للسلام، وبينهم علاقات قوية، لذا نأمل من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله - وفخامة رئيس وزراء الهند السيد/ ناريندرا مودي إيلاء هذه العلاقة مزيداً من الاهتمام، وتذليل كافة العقبات لجميع مواطني البلدين.
ونقدم أجمل التهاني، والتبريكات لجمهرية الهند بعيد الجمهورية الـ72، وجزيل الشكر لسعادة السفير الدكتور/ أوصاف سعيد على الاحتفال القيم، والدعوة الكريمة، والشكر موصول لأعضاء السفارة وخاصة للملحق التجاري السيدة/ رتيو، ومسؤول الاعلام السيد/عاصم أنور، وجميع الحضور من رجال الأعمال، وممثلي الشركات، وكتاب الراي والإعلاميين.