من خلال سيرنا في هذه الحياة ومرورنا بكثير من تجاربها الحلوة والمرة عرفتنا على أشخاص دخلوا حياتنا وغاصوا في دواخلنا سواء كانوا زملاء دراسة أو رفقاء عمل أو صحبة نادٍ ، عشنا معهم احتاجونا أوقاتاً فكنا ملبين من أول نداء، ولما دارت رحى الزمان واحتجناهم لم نجدهم لقد اختفوا فجأة كأن لم يكن بيننا وبينهم سابق معرفة.
مثل هؤلاء كثر لا يفكرون إلا بأنفسهم فقط أنانيون منهم على سبيل الأمثلة لا الحصر ، الأزواج الذين ينفصلون عن زوجاتهم يختفون فلا يسألون عن أولادهم بل يتركون الأم وحدها تصارع أمواج الحياة العاتية وكأن الأمر لايمت لهم بصلة ... إني لا أحب الآفلين .
ومنهم أصحاب المناصب ... يختفون عن أصحابهم السابقين ، فهم يسكنون في بروج عالية، فتتبدل صورة الناس في أعينهم فيرونهم أقزاماً ، ومن ثَمّ يقطعون الصلة بهم ، ويستبدلونهم بأناس في مقامهم أصحاب جاه وسلطة ، فلاتراهم العين ... إني لا أحب الآفلين .
ومنهم أصحاب الديون المماطلين ترى منهم المسكنة في بداية أخذ العهود وتدوين أسماء الشهود ، وتحديد الأجل المسمى المعهود ، لكن عندما يحين وقت السداد يذوبون كذوبان الجليد في فصل الصيف لا تُرَى حركتهم ولا السكون ... إني لا أحب الآفلين .
ومنهم ومنهم ومنهم مايعجز اللسان عن ذكره .. ويتلكأ القلم عن تدوينه ويجف المداد إن شرع في سرده ...... إني لا أحب الآفلين .
وقد قيل : أصدقاء المصلحة مثل البلياردو من ضربة واحدة يتفرقون ... إني لا أحب الآفلين .