الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وله خاضعين وعليه متوكلين وأرسل لنا رسولاً هو خاتم الأنبياء وسيد المرسلين.
قال تعالى:
(كل نفس ذائقة الموت ۗ ونبلوكم بالشر والخير فتنة ۖ وإلينا ترجعون)
كل نفس ذائقة الموت لا محالة مهما عُمِّرت في الدنيا، وما وجودها في الحياة إلا ابتلاء بالتكاليف أمرًا ونهيًا، وبتقلب الأحوال خيرًا وشرًا، ثم المآل والمرجع بعد ذلك إلى الله - وحده - للحساب والجزاء.
أيها الأخ والصديق العزيز ما كان أجمل الجلوس في حضرتكم والاستماع إلى أحاديثكم التي كانت دوما تبعث على الأمل والتفاؤل والإقدام، وتالله يا صديقي إنك كنت رجل المهمات الصعبة، وكنت تسعى دوما إلى فعل الخير .. رحمك الله يا من له في أعمال الخير صلة، ستستمر أعمال الخير إن شاء الله من بعدك فالكل فيه خير لأنهم في وطن الخير والعطاء، لقد زرعت ونميت وغرست فينا خطط لا تنسى.
لكن لم ولن ننساك فأنت في وجودنا حاضراً وغائب
يامن كنت بكل سراً أبوح له ... وألقى لديه الحل يرضينا
بماذا أرثيك ياصاحبي!
بدمع ٍ قد تحجّر في المحاجر!!
أم بآهات ٍ مُتنَ في الحناجر؟
أم يا ترى أرثيك بتراب الكد ٍ
أهيله على جُثمانك الطاهر
تواريت عن الورى تحت الثرى
والزوايا تناديك
والأماكن
وتناديك المناظر
أعلم بأنك لم تعد تستطيع سماعنا
ولكنه صدى بوح ٍ
قد تردد في كل خاطر
هاهو هول الصدمة قد مزّق جدران صمتي
فتنثرت أحرفي من فم قلمي
تبوح ببكاءك اليوم وتجاهر
لم يعد للأماكن طعمٌ
ولم يعد للنوم رائحة
وكل الأشياء قد فقدت قيمتها
حتى المعاني
لم تعد تحتويها الدفاتر
أراك في كل الوجوه..ترقبنا
وأرى الوجوه فيك تنعى حزننا
أحس بوجودك قربنا نحن إخوانك ..كعادتك..!!
أنت مهما تحدثنا عنك ياصاحب الجميع
أكاد لا أحصي فيك المآثر
يتوه الصوت صمتاً
وتنطمس الأحرف وتضيع
والدموع تتوارى خجلاً خلف نظارتي
وتنكسر الآهات على جدار الحزن
ولَك منا أبداً ودوماً الدعاء
اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة
وتقبله يارب بقبول حسن واجعل ما أصابه كفارة له آمين