إحتفالية ذكرى الزواج ، أو أعياد الزواج والإرتباط أو عيد العش أو قفص الزوجية .. لك (تسميتها) ما شئت ..! تلك البدعة أو الثقافة الغربية كما يُسميها ( آدم ) حينما تفاجئه رفيقة العمر ( حواء ) في ذلك اليوم ... الذي بدأت فيه متفائلة جداً بالترتيبات والمفاجأت التي أعدها ( شريكها ) بصمت لإحتفالية ذكرى زواجهما ، ما أوقعه في حرج نتيجة نسيانه كلياً لهذه المناسبة بل أن ذاكرته لم تسعفه ليتذكر تاريخ زواجهما للأسف ..! ماتسبب بصدمه غير مسبوقة وحاله نفسيه صعبة ...! عندما أيقنت أنه لا يتذكر تاريخ ارتباطه بها ، فضلاً عن عدم ترتيبه للإحتفال بتلك المناسبة، وصمتها طيلة فترة إنتظارها لذكرى ليلة العمر دون سؤاله ..؟ غارقة في أحلام عميقه وأحداث مذهله تنتظرها ، من إقامة في أفخم المنتجعات إلى طقم الألماس الهدية القيمّة التي أعدها آدم لهذه المناسبة ... أحلام عاشتها لأيام ... وفي هذه اللحظات المليئة بالضجيج أفقدت آدم إتزانه وإدراكة للموقف فلم يجد مُبرراً لنسيانه ورداً على إتهامه بعدم مبالاته لموعد الذكرى العظيمة سوى الطعن في شرعية وجواز مثل هذه الإحتفالات الدخيلة والمبتدعة ، لا لكونها كذلك ..! بل لأن الموقف يستدعي إغلاق حنجرة حواء سريعاً ليستطيع هو إستعادة أنفاسه وبالفعل إستطاع بكل جداره إخماد ثورتها وبركان غضبها فلم يُعد يسمع لها إلا الشهيق والزفير ، أدرك هنا أهمية العيد المزعوم المرتبط بتاريخ ليلة العمر الذي أصبح داعياً له فيما بعد للمتزوجين للإحتفال بهذه المناسبة أحياءً للعلاقة الزوجية في كل عام خشية أن تذبل فتموت .
لست بصدد النقاش والبحث عن شرعية تلك المناسبة ، أو تحريم إحتفال الزوجين بها ، بقدر تساؤلاتي المليئة بعلامات التعجب ...!!!!
المضحكة كثيراً والمحزنة قليلاً ، الجالبة للبؤس أحياناً ، ما يتعذر تشخيصها لإمتزاج حالاتها . إضافةً إلى الإحباط ، مع الشبع بـ ( سدة النفس ) التي تنتاب (حواء) في مجتمعي ( البعض منهن ) ، كما مايروق لـهن تسميتها باللامبالاة حينما يتأكد ( نسيان الزوج تاريخ زواجهما ) رغم ذاكرتة النشطة التي تحفظ زمن اللحظات الجميلة إلا أنها عاجزة عن حفظ تاريخ أجمل وأحلى ليالي عمره أمام ذهول مُريب لشريكة حياته ، نتيجة صدمتها ...!
كثيراً مانسمع ونقرأ عن مثل هذة المناسبات وربما قليلاً تتم نتيجةً لإهتمام البعض والحرص على إقامتها في موعدها تحديداً وبرغبة الطرفين ، بروح مفعمه بالحب والشوق لشريك حياته وكأنه لم يلتقي به من قبل في أجواء لا تكاد تُسمع فيها همسة نشاز ، ساعات معدودة ومحدودة تغشاهم فيها السكينة والطمأنينة شعوراً وتوافق وما أن تنتهي مراسم الذكرى لتبدأ ثورة براكين الخلافات ، والإختلافات المعتادة للعام المقبل مايبرر البعض مثل هذة الإحتفالات بإنعاش وتجديد للعلاقة الزوجية أو بدايةً جديدة وطي صفحة عاماً مضى ومسميات أُخرى كما يحلو لهم ...
والحقيقة أن عدم استمرارية أجواء السلام والهدوء لبعض العلاقات هي القناعات الشخصية التي تختص بهذا الجانب والمتأرجحة غالباً في النفوس بين الشعور بالرضا والإكتفاء والمحبة والسلام ما أن تستقر لتعود سريعاً نتيجة مقارنة حياتنا بحياة الآخرين أو الإهتمام للشكليات الظاهرة والمتداولة ، فهناك من لايعرف مثل هذه الأعياد وحياتهم أفضل بكثير ممن يضعها في مقدمة إهتماماته ويعمل على الترويج لها . ( حقيقة ) .