سعيا منها في تطوير مهارات المقرئين والرفع بمستواهم من خلال تقديم بعض الأطروحات التي تلامس احتياجهم وترفع من كفايتهم، نظمت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض “مكنون” لقاءً قرآنيا تحت مسمى “لقاء المقرئين السنوي 1442هـ” الثلاثاء الماضي عبر البث المباشر على الشبكة العنكبوتية بحضور مجموعة من المشايخ الفضلاء يتقدمهم معالي الدكتور الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي، ومعالي الشيخ عبد العزيز بن محمد النصار رئيس مجلس إدارة الجمعية، حيث استهل اللقاء بتلاوة مباركة للشيخ حسن الزهراني، تلاها كلمة ترحيبية لمعالي رئيس الجمعية رحب فيها بالمشايخ الحاضرين والمقرئين منوها إلى أهمية هذا اللقاء حيث يأتي في سياق جهود جمعية مكنون وعنايتها الكبيرة بهذا الفن من العلوم الشرعية، والدعم المبارك الذي تحظى به خدمة القرآن الكريم من لدن ولاة الأمر حفظهم الله تعالى وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وبن عبد العزيز حفظه الله وولي عهد الأمير محمد بن سلمان وفقه الله.
وأشار النصار إلى أن الجمعية دأبت عبر تاريخها بالاهتمام بالمقارئ القرآنية للرجال والنساء وتخريج الأعداد الكبيرة في هذا المجال وفق عمل مؤسسي وضوابط شرعية ونظامية تعكس منزلة ومكانة هذا الكتاب العزيز.
وأضاف النصار: إنه ومع وجود جائحة كورونا إلا أن الجمعية ولله الحمد لم يتأثر عملها، بل مارست دورها الريادي بكل دقة وتفان وإخلاص، وتشهد ازديادا في حلقاتها ومدارسها النسائية وإقبالا كبيرا من الطلاب والطالبات وهذا فضل من الله تعالى ومنة.
تلا ذلك كلمة لفضيلة الشيخ علي الحذيفي تناول من خلالها فضيلة تعليم كتاب الله تعالى وأهميته وخاصة في بلاد الحرمين الشريفين، حيث أشار فضيلته إلى أن المملكة استطاعت في هذا المجال أن تقطع أشواطا كبيرة عما كانت عليه قبل عشرات السنين من حيث ازدياد أعداد الحافظين والمقرئين من الجنسين، وأن هذه الإنجازات بفضل توفيق الله تعالى لولاة أمر هذه البلاد أن اعتنوا بالقرآن الكريم في كل المجالات المتعلقة به، وأولوه عناية كبيرة واهتماما عظيما فكان ما نشاهده اليوم من إقبال كبير على تعلم القرآن وحفظه.
ثم بدأ اللقاء بأولى أوراق النقاش قدمها الشيخ المقرئ الدكتور عبد الله بن محمد الجار الله مقرئ القراءات العشر بالمسجد النبوي جاءت تحت عنوان (استقطاب طلاب المقارئ) تناول فيها الأهداف الرئيسة التي تسعى لتحقيقها برامج الاستقطاب وفي مقدمتها خدمة كتاب الله تعالى، وإقراء القرآن وفق الشروط المعتبرة عند أهل الرواية، كما أشار إلى أبرز القيم والغايات التي تقوم عليها برامج الاستقطاب كالاهتمام بالمقرئين والعناية بهم والتزام المنهجية الأصيلة في تعليم القراءات والإقراء.
وفي الورقة الثانية قدم الشيخ المقرئ عبد الله بن صالح العبيد المشرف العام على مؤسسة القرآن الوقفية ورقة بعنوان (صعوبات تواجه المقرئ)، تطرق فيها لأبرز الصعوبات التي تواجه المقرئ، وأولها عدم تهيئة المقرئ نفسه للإقراء، وهي من أكبر المعضلات والصعوبات، وتشمل أداء القرآن ومعرفة علم الرسم وعلم الضبط وتجويد الحروف إلى آخره.
واختُتمتْ أوراق النقاش بورقة مقدمة من الشيخ حسنين محمود محمد مقرئ القراءات العشر بجمعية مكنون بعنوان (الاستفادة من طلاب المقارئ) وضح خلالها أهم الآليات والطرق والضوابط في الاستفادة من طلاب المقارئ، ودورهم في نشر العلم وتعليمه، وخاصة مع وجود كثير من الوسائل الحديثة والتقنية التي تعين على نشر العلم وتعليمه بكل سهولة ويسر.
وألقى الشيخ ماجد عبد الله الزامل كلمة بعنوان (الإقراء أثره وعلاقته بالتدبر والتفسير) تحدث عن ثلاثة محاور رئيسة صاغها في ثلاثة أسئلة وهي: لماذا نتحدث عن الإقراء؟ وما علاقة الإقراء بالتدبر والتفسير؟ والفرق بين الإقراء والتفسير.
وفي ختام اللقاء تم استعراض أبرز التجارب الناجحة في هذا المجال لكل من مركز الماهر في إدارة طلاب المقارئ، ومعهد الإمام الشاطبي في الإقراء الالكتروني، وخُتم اللقاء بتلاوة ختامية للشيخ عمر النبراوي بقراءة ابن كثير.