قد تتصدق في أحد الأيام بمائة ريال على امرأة متعففة، تعطيها إيثارا لأختها الأكثر حاجة، والأخت بدورها تمنح خمسين ريالا لجارتها والجارة ترسلها لابنها في مدينة أخرى والابن يشري بها دواء لعلاج صديقه المريض..
يالسلسلة الأقدار و المستفيدين وفق الترتيب الإلهي..
بحسابات الدنيا لاعلاقة البتة بين مالك وصحة ذاك الرجل في منطقة نائية لكنه التسخير الإلهي.
في قارة أخرى، حافظة طعام فيها حلوى شعبية تصلك من صديق يقطن في ذات الولاية الأمريكية، تلك اللقيمات أخذها صديقك من صهره إمام المسجد والتي جاءته من أخت زوجته القاطنة بولاية أخرى والتي جاءتها بدورها من حماتها الكائنة بجدة وتلك الحلوى حصلت عليها إهداء من ابنة خالتها والتي اشترتها من زميلتها و زميلتها تسكن مكةَ.. رحلة طويلة بدأت بشراء حلوى من الانستجرام و وصلت إلى أبعد فم في أمريكا، إنه تقدير الله، ماكان ليخطر ببالك هذا المسار المتعرج و المتعدي ولاحتى في حلمك، هي بالتأكيد قدرة الله .
لديك كتيب للأذكار و الدعاء وتفسير الفاتحة باللغتين العربية و الإنجليزية، عتيق وبالي الورق ومهمل في حقيبتك منذ زمن، يوما ما تهديه لطالبتك و طالبتك تهديه لأخيها و الأخ ينساه في سيارة صديقه و الصديق يتبرع به لحملة افريقية عن الإسلام والكتيب مع مئات الكتب يصل إلى يد امرأة مسيحية ويقرأه ابنها فيسلم و يصبح داعية وتكسب أنت دون علم منك سهما من أجر و مثوبة ..
كم من مسار يفرضه الخلاق سبحانه ليصل بين طرفين في أقاصي الكوكب.
بذل هنا.. منفعة هناك،
صدقة هنا.. استشفاء هناك، نبض قلب في آسيا.. حياة تستمر في قارة أخرى.
إنه تيسير الله و تدبيره و تسخيره فوق كل منطق، هو المهيمن جل في علاه.
و كم نرى تسخير الله في الكون حتى الناس جعلهم الله بعضهم لبعض سخريا، مصالح شتى و كل يقوم بدوره وفق منظومة محكمة لا يخطىء من أتقنها.
و الحياة أدوار و مهام فاجعل من جهدك ماتنفع به سواك فتفريج كربة قد يرفعك في الجنة درجات.
ما أجمل أن يسألك أحدهم أمرا ويجد تحقيقه على يديك، فتبرق عيناه بوميض الامتنان و ترتجف حروفه شكرا ودعاء وليس أعظم من ذلك جزاء.
التعليقات 1
1 pings
د. محمود ضيف الله الثمالي
15/04/2021 في 1:51 م[3] رابط التعليق
دوما سعادة الدكتورة القديرة فاطمه عاشور تتوهج إبداعا في سماء الشمولية في الابداع والفكر المعرفي والندرة الثقافية الجميلة والجقيقة سعادتها تعد من النخبوية القلة في عالمنا العربي التي تشرق حروفها في فضاء جماليات الفكر البديع والنثر والشعر الفريد وإشراق فجر المدرسة العاشورية دمت منارة للعلم والابداع المنير.
(0)
(0)