شَهـدٌ بِثغرِكِ مِنـهُ العقـلُ يختَمِرُ
و في حضورِكِ نَفحٌ عابقٌ عَطِـرُ
يا مَنْ عَشقتُكِ في ذِكرى طفولتِنا
و في عيونِكِ كان الخوفُ و الحذرُ
بحثتُ عنكِ و طولُ البينِ أرهقَني
و كادَ قلبي من الأشواقِ ينفطـرُ
مَضـى زمـانٌ عـلى أيامِ غُـربتِنا
و الذّكرياتُ عـلى أطـلالِها صـورُ
يا طِفلةَ الأمسِ كانَ الحبُ يجمعنا
على المسَافي و تُخفي أمرَنا ( الزُبُرُ)
نرعى شِيـاهً مع الإشِـراقِ نصحبُها
و لا نَمـلُّ غُـروبَ الشمسِ ننتَـظِـرً
نُقَسّـمُ الوقتَ في المرعى بلا كَلَلٍ
بين انتبـاهٍ و لهـوٍ ما بِـهِ ضَـررُ
لا نشتكي وَصَباً و القيظُ يلفحُنا
و ننتشي فرحاً إن جاءنا المـطرُ
فَنجعلُ الطينَ بيتاً حين نعجنهُ
أحـلامُنا حـولَهُ كالــدُّرِ تَنتَثــرُ
بعضُ الليالي تضمُ الأهلَ في سَمرٍ
على الفوانيسِ كانَ اللهوُ و السَمرُ
و نحنُ نسري مع الاطفالِ في مرحٍ
و بيننَا لوعةُ العُشـاقِ تستعـرُ
بنايةُ الطينِ كم اخفتْ ( تَكَبُّشنَا)
و الليلُ يسترُ ما خِلناهُ يستترُ
حتى كبرنا فما عادت تُقَرِّبُنا
عاداتُ مُجتمعٍ بالحزمِ يشتهـرُ
عنكِ ارتحلتُ و عني أنتِ لم تَسلي
و عن كلانا تَخـلى الناسُ و القدرُ
حلمُ الطفولةِ لا يُلغي براءتَها
يبقى بِهِ أملٌ يَغــتالهُ الكِبَرُ