في كل عام تبدأ الاستعدادات لخدمة حجاج بيت الله الحرام، بعد نهاية موسم الحج مباشرة، من خلال اجتماعات دورية تراجع خطط الحج في كافة المجالات الأمنية، والصحية، والخدمية، والنقل، والضيافة.. وغيرها.
وهذا الدور الذي تعتز به المملكة، حكومة، قيادة، وشعباً، شرف يعتز به الجميع، فلا تجد أسرة من الأسر السعودية في أرجاء البلاد إلا ولها ابن أو ابنة يعملون في خدمة الحجيج، أو يتطوعون لذلك، بل إن جهات حكومية تشترط لترقية منتسبيها الخدمة في هذا الموسم الديني الأهم.
وفي كل عام أيضاً يستضيف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – حجاجاً من مختلف قارات العالم لأداء فريضة الحج ضمن برنامج يعتبر الأكبر في تاريخ الضيافة الكريمة وهو برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج الذي تنفذه وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد كل عام، واستفاد منه حتى اليوم قرابة (52.747) حاجًا وحاجة من مختلف دول العالم.
في كل عام تقف القيادة على خدمة الحجاج من خلال الإشراف المباشر لخادم الحرمين الملك سلمان، على راحة الحجاج في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، حيث تتضافر جهود جميع القطاعات الحكومية، وحتى الخاصة لتوفير أقصى درجات الراحة لخدمة ضيوف الرحمن، ولعل ماتنقله وسائل الإعلام منذ مطلع شهر ذي القعدة يعكس هذا الاهتمام الذي بات واضحاً في جميع وسائل الإعلام.. خاصة في الجانب الأمني وكان آخرها اعتماد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الخطة العامة للطوارئ لحج لهذا العام، وهي الخطة التي يشارك في تنفيذها 33 جهة حكومية إضافة إلى جهات أخرى يتطلب الموقف مشاركتها لاحقاً.
ولعل آخر مشروعات الاهتمام بالحجاج ما أعلنه الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي د/ عبدالرحمن السديس، أن المملكة حرصت على الاستعداد المبكر لموسم الحج لهذا العام 1440هـ بخطة مميزة تم إعدادها مسبقاً تضم (140) مبادرة وعدداً من المحاور لتطوير العمل وتحسين مستوى الأداء وتأهيل الموارد البشرية لضمان تقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، في المطاف والمسعى والسطح والقبو وتوسعات الحرمين الشريفين لتحقق منهج هذه البلاد المباركة في إيصال رسالة الحرمين الشريفين الإسلامية والحضارية والعالمية على ضوء التوجيهات السديدة والتطلعات الكريمة للقيادة الرشيدة -حفظها الله- والتزام ثوابتها ومواكبة لرؤيتها المستقبلية 2030.