:ولدتُ كبرتُ وترعرعت في المجتمع السعودي الأصيل حيث يحملون قناديل التعاطف، وشموع التآزر، ومصابيح التماسك، يشدون بعضهم بعضاً رحماء فيما بينهم، وخير قدوة لنا حكامنا العظماء مع شعبهم الكريم ليس فقط مع أبنائه بل هم كالأخت الكبرى الرؤوم، مهد السلام، صدر الحنان، ونبع صافي معطاء لشقيقاتهم.
أقف على رصيف الأيام لينتابني الذهول مما رأيتُ من أبناء إحدى شقيقات بلادي، حينما قاموا بتصدير كمياتٍ هائلة من الفواكه والخضروات بباطنها المخدرات، تلك المؤثرات العقلية الكافية لإغراق العالم العربي بأسره وليست السعودية فقط، للأسف فقد أصبحت تلك الدولة مستوطن مافيا الشرق الأوسط حيث لديهم معجم عصابات، قاموس تجار مخدرات، وعلى رأسهم الملشيات الإرهابية المدمرة، فعندما لم يتمكنوا من وطني بالتجييش المذهبي والحرب، ظنوا أن مخدراتهم هي الوسيلة الآمنة لتدمير عماد الوطن الغالي.
لكن خسئتم وخاب مسعاكم وباءت خططكم بالفشل الذريع . فبلاد الحرمين كانت لكم بالمرصاد، شكراً مكافحة المخدرات، سجل يا تاريخنا المجيد عبق هذا الإنتصار العظيم على الأعداء، يحميك الإله يا مهبط الوحي.
أتساءل لما كل هذا الحقد الدفين الذي يشتعل ويتوغل في صدوركم ..؟
وما يثير امتعاضي ذلك التطفل اللعين، تدخل مشاهير الفلس في شؤون وطني، وحشر أنوفهم فيما لا يعنيهم، أو بالأحرى هؤلاء تفيهقوا وثرثروا وركبوا تلك الأمواج، وعندما توقفت أمواج الدعايات، وانقطع حليب الشركات عنهم، قالوا : نعتذر، فلا اعتذار لكم، لأن ولاءكم لمن يدفع لكم يا من تبحثون عن مصالحكم، هنا فقط سيخرس ويُلجم ويُقزم كل من يسيء لوطني، قيادته، رموزه، شعبه وتاريخه، لذلك باب حسن النوايا لدى السعوديين (انتهى) .
وما يدهشني فضول بعض من ذاع صيته، فيرى نفسه على طبق من الفضيلة ومصباح حق، ليصبح مصيدة للفقراء المتعففين، فيظن نفسه أنه صائب فيما يقوم به من تجريح للمشاعر، كسر للقلوب، واستهزاء بالخلق والتشهير بهم بأخذ لقطات تمزق أرواحهم أشلاءً، هل هوس الشهرة جعلت منكم بشر تلهثون خلف المال؟ فلا تشعرون بحاجة الناس لما هذا التصيد المهين ..؟ فإذا كنتم من أهل النعمة فاحترموا وقدروا ظروف المحتاجين، ولا تكونوا آفة في المجتمع .