صاحب الأيادي البيضاء وصاحب البئر الشهير، فجعنا كغيرنا في محافظات القطاع الجبلي بخبر رحيل الوالد الشيخ حيان بن جروان السلمي المالكي عن دنيانا الفانيه رحمه الله رحمة واسعة وادخله جنات النعيم.
استرجعت معه شريط الذكريات، فمنذ أن كنت فتى يافعاً أعمل لأول مره في محافظة الداير أسمع عن هذا الرجل كل الخير والمعروف وأنه مضرب المثل في الفزعات والمبادرات حتى في زمن الظروف الصعبة، ولما تعرفت عليه عن كثب، عرفت فيه حب الخير عن قرب ورأيت فزعاته مع القريب والبعيد، والصديق والمعدوم وذوي الحاجة، ولعل ذلك توفيق ورضا من الله سبحانه وتعالى له في هذه الحياة مواقف عديدة، وسوف أتحدث بعجالة عن موقف واحد فقط من العديد من المواقف عن هذا الرجل العظيم..
حينما علم أن شخص من هذه الجبال طاعن في السن في سجن جازان العام ومحكوم بالقصاص وليس لديه أبناء أو أقارب أو أبناء عمومه زاره دون أن يعلم به أحد وأخذ منه كل المعلومات بعدها قام بالذهاب إلى أولياء الدم وأبلغهم بوضع هذا المسن وأنه لايملك من الدنيا شيء وطلب منهم العفو عنه والتزم لهم بدفع كامل مبلغ الديه، تنازلوا أهل الدم لوجه الله جزاهم الله خيرا ولم يأخذوا منه شيء وعملوا له صك تنازل قام بمراجعة السجون حتى تم إطلاقه و أخذه معه إلى منزله بالداير كون هذا رجل لا يوجد لديه اسره تقوم بإستلامه قام برعايته وخدمته حتى توفي ذلك المسن، وغيره الكثير و الكثير من القصص والمواقف التي يصعب ذكرها أو عدها، إن غادرنا أبو حسن هذه الحياة الفانية .. فهو مازال موجوداً معنا ومع كل الذين عرفوه أو سمعوا عنه، فذكراه حية وباقية وخالدة بذكر الخير والمعروف والإصلاح بين الناس حقا لمثل هذا فليعمل العاملون.
رحمه الله رحمة واسعه وادخله فسيح جناته
وألهم أهله الصبر والسلوان
إنا لله وإنا إليه راجعون