عجباً لتلك الحياة التي نعيشها مع طقوس البشر المخالف والمؤالف، فصول أحداثٍ غريبة ومريبة، تحمل معها تارة غمام الكفاح بالنجاح، والتقاعس بالإنهزام، ومرة رياح الخبائث العاتية، ويبقى الفؤاد لدى البعض جاثياً في سباتٍ عميق في مغارة الهالكين، يتقلب ذهنهم بين شمال ضنك التفكير ، ويمين غدق النسيان، فلا زاجر يردع ولا مانع يكف، فيبقى يتخبط مع شرارة الفتن وأمواج المعاصي .
نعم كل إنسان لديه حلم عظيم يحلق ويرفرف عالياً، ورغبة جامحة لشيء ما يريد تحقيقه ويسعى خلفه دوماً، وتبقى مشيئة الخالق النافذة في هذا الكون لتكون، ولكن ليس بالغرق في وحل المحتوى الهابط، والوقوف على المنابر لإستعراض الأجساد، والغوص في بحر السخافات مع المارقين، تريث قبل أن تتفوه بكلمة تثير التقزز، تريث قبل أن تعمل عملاً مشيناً مشمئزاً .
ما جعلني أخط هذه الحروف ما رأيته من قبح أفعال بعض المشاهير التي تؤدي للقيء، وحديثهم السافر الآسن، التي تشمئز منها النفوس، وتمجها العقول، وتأنف منها الفطرة السليمة .
وأسفاه فالبعض عاث في مواقع التواصل الإجتماعي بالتلوث البصري دماراً، والتلوث السمعي فساداً، ليبقى غيث الخديعة والتضليل يغدق على فلذات أكبادنا خبثاً منمقاً، فتنمو زهوراً بقنابل موقوتة، فلا نرى محتوى إنساني قيّم، ولا محتوى ثقافي مفيد وهادف، لا نشاهد سوى هوس الشهرة السخيف الذي انتشر مثل النار في الهشيم، ليخلف وراءه هلاكاً شاملاً .
في المقابل نجد العباقرة، المثقفين، المخترعين، الأدباء، الموهوبين، وذوي الهمم العالية، لا يحظون بمتابعة عالية، إشادة، واهتمام، بل مهمشين لا يعرف عنهم أحداً إلا دائرتهم المحيطة بهم، كما تم سحب البساط من الإعلاميين الحقيقيين ليصبحوا مجرد صور مزركشة وكالتماثيل الصامتة، والمشاهير هم من بقبضتهم الصلاحية بلا قيود ولا حدود، ليصبح ناقوس الخطر محدقاً على أجيالنا القادمة، ومجلجلاً من أبواب الشهرة المدمرة، نسأل الله السلامة وأن يحفظنا من الفتن .
– أتساءل أين الذوق العام لمن يتابعهم ؟
همسة :
لا تجعلوا من السفهاء والحمقى مكانة رفيعة عالية .. وإياكم أن تحذوا حذوهم فتصبح أقوالكم وأفعالكم نتنة بالية .