الحنق، التوتر، البكاء والحزن.. جميعها مشاعر تتصارع داخل الإنسان، منها ما هو خامد ومنها ما هو سريع الإشتعال، فأكثر البشر لا يستطيعون الموازنة بين احاسيس الإمتعاض والتصرف بعقلانية، فينتابني الذهول مما يصدر من بعض البشر..!! ولكن يبقى السؤال بعد الانتهاء من ساحة الوغى هل حُلت المشاكل ؟
لقد أمرنا خير البرية بقوله؛ (لا تغضب)، فردد مرارًا، (لا تغضب)، لمنع الشر الذي سيحل، فالغضب يؤول إلى القطيعة ومنع اللين والرفق، وربما يؤدي إلى الإيذاء، لذلك يجب أن نربي أنفسنا وأبنائنا على التأني والتريث، قبل أن تحدث الكارثة .
فالأخلاق روح الأمة، نابعة من الدين القويم، وكفيلة بأبواب الخير المدرارة ، والتربية السليمة تنبت أشجاراً من الأخلاق، تبقى جذورها ثابتة في أرض القلوب، وفرعها في السماء تفوح بالأجر والثواب، يقول عليه الصلاة والسلام: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ليتنا نقتدي برسولنا الكريم وصحابته الأخيار ، نسير على نهجهم، ونحذو حذوهم .
فضبط جوهرة النفس عن بركان الغضب يطفئها ويكظمها، ويداريها بترانيم الحلم والأدب، فإذا فعلنا ذلك فنحن من المحسنين فلنحسن ونكتم أمواج غيظنا وبطشنا، نعفو عمن أساء إلينا، فالله عفو يحب العفو، ولنتذكر قوله تعالى؛ (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)، فما أعظم هذا الخُلق العظيم، انها صفة الحلم صفة من صفات الخالق فهو الحليم سبحانه .
سأترفع عن سفاسف الأمور ، وأبقى على ما أنا عليه ما حييت أتزين بعقد الوجوم الحكيم، أقراط الصبر المكين، إسوارة التغاضي المبهر، خاتم كظم الغيظ الجميل، مزركشة بأكاليل العفو الصفح والتسامح . لستُ بأفضلكم، لكن أجاهد النفس على ضبطها وتهدئتها، والتحكم في سلوكي الخارجي والسيطرة على كمدي الداخلي .
همسة :
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .