سلطت “إثنينية الحوار” التي أقامها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني (يوم الاثنين 23 ذو الحجة 1442هـ، الموافق 2 اغسطس 2021م) مساءاً بعنوان: ” التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية ” الضوء على مفهوم التنوع والتفاعل بين الثقافات والحضارات الإنسانية، والتنوع الثقافي والحضاري وعلاقته بتحقيق التنمية المستدامة
واستضاف اللقاء الذي حظي بحضور أكثر من 1000 مشارك ، كلا من الأستاذ الدكتور/ إبراهيم أبوساق الأستاذ في جامعة لندن في كلية سواس، والأستاذة/ تغريد الطاسان كاتبة رأي. فيما أدار اللقاء الأستاذ/ خالد العليوي، مقدم البرامج والمترجم الفوري .
واستهل اللقاء الدكتور/ إبراهيم أبو ساق بالحديث عن بداية تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وعن اهتمام المركز والمثقفين والإعلاميين بالتعريف بالآخر والحرص على ما تسببه الأنا الذاتية في خلق الأنانية وحجب الرؤية عن الآخر. وقال خلال السنوات الماضية تجاوزنا العديد من المراحل فأصبح مستوى الوعي الاجتماعي كبير داخل المملكة، وقد وصلنا إلى مرحلة فهم وكيفية ، تجعل من التنوع الثقافي مكسب اقتصادي وتنموي مستدام على مدى العقود القادمة، فنحن لسنا الوحيدين على مستوى العالم في هذا التوجه فجميع الدول تتسابق لمعرفة فوائد التنوع الثقافي وإدراك المجتمع ومؤسساته لمكتسباته.
وقدم الدكتور أبو ساق تعريف للثقافة بأنها مكتسب اجتماعي لجميع أفراد المجتمع وينتمون لمؤسسات المجتمع ابتداء من الأسرة والجامعات والمجتمعات فمن هنا يتطور الفهم المشترك ويتولد قيم مجتمعية وثقافية لها دور هام وحيوي تقدم لنا توجه في الحياة لمعرفة الصواب والخطأ وما هو مقبول والغير مقبول حسب القيم الثقافية المكتسبة داخل المجتمع، مبيناً بأن الدراسات الحديثة توثق بشكل كبير مدى فائدة معرفة الثقافة وكيفية الاستفادة من هذا التنوع في المجتمعات.
وتطرق أبو ساق إلى الدور الهام لحكومة المملكة من خلال إنشاء مراكز معنية بالأديان والثقافات أو من خلال الزيارات الثقافية المتبادلة والمستمرة لإبراز الثقافة السعودية وتشجيع العالم على تقدير وأهمية التنوع الثقافي في الجوانب الثقافية والاقتصادية والأمنية والتنموية وتطوير العلاقات السياسية والاجتماعية ما بين المملكة والدول الأخرى.
فيما سلطت الأستاذة/ تغريد الطاسان الضوء على تعريف التنوع الثقافي وبينت بانه مجموعة من المعتقدات والسلوك الذي يسمح لنا أن تقبل كافة أنماط الحياة الإنسانية وجميع أطياف المجتمع بكل اختلافاتها في المجتمع الواحد والمجتمعات الأخرى، وقالت نحن نعيش في تنوعات ثقافية مختلفة فمتى أحسنا فهمها بشكل عميق واحترامها رغم اختلافاتها يؤدي إلى انسجام وتوافق في المجتمع وبناء نسيج قوي في المجتمع الواحد وانفتاح على المجتمعات الأخرى ويحدث نماء ثقافي واجتماعي واقتصادي في كافة جوانب الحياة.
وأكدت الطاسان أن حكومة المملكة تعمل بشكل جاد لأنها مدركة للدور الهام والحيوي للتنوع الثقافي فأصبح قبول هذا التنوع من أهم أهداف رؤية المملكة 2030 وفتح باب استقطاب الثقافات الأخرى والاطلاع عليها، وفي المقابل نقدم للعالم ما لدينا من تنوع واكتساب ما لديهم من ثقافات.
وتطرقت الطاسان لدور المرأة في التنوع الثقافي وتحقيق التنمية المستدامة وقالت كل ما كان لدينا انفتاح حضاري وتنوع ثقافي كل ما زاد الوعي الاجتماعي لبناء درع قوي من أخلاقيات قوية وثقافة متينة لمواجهة أي ثقافة خارجية وتعزيز الثقافة الأصلية، فالمرأة يقع عليها مسؤولية الأسرة وإثبات وجودها في المجتمع واستيعاب الثقافة المختلفة فدورها هام في بناء الأسرة وبناء جيل يستوعب التنوع الثقافي مما يساهم في بناء المجتمع.