على طرف رمش المكان وكتف ظرف الزمان، كنتُ أغط في نوم عميق بين ردهات السنين الشجية على أزقة أيامٍ مهلهلة أريكة شاحبة تنوح، ستائر بأحلامٍ مكدسة، نوافذ وصب تحملق بعين حمئة، أبواب خذلانٍ مسعرة وأفواهٌ ترمي سهام كالشرر فأخذ بي التعب عتياً حتى حان الوقت الأغر .
فتحت عيناي على ديباجةٍ تتلألأ لتنير عتمة الأمنيات لأجد مضغتي العاقر وصلت لسدرة فؤاده فثُبتَتْ بأوتاد حبٍ مكين على منضدة قلبه دثرني بأحضان ربيع روحه لأعتكف على شهد صدر أمانه تتوشحني نبضات وميض أشواقٍ تزهر كل ثانية بأصقاع أركاني .
فقررتُ حياكةُ ثوب فريد من أسطورة حائه النديّ وبائه السرمدي، بلحن رتاج العشق المتمرد بخيوط أنفاسه المطمئنة، حتى سرى نبضه الرؤوم داخل أروقة شراييني، تكبلني مزامير همسه الحانية فجأة دقت أجراس الإشتياق المقدسة معلنةً الظفر فرُفعت البيارق ورفرفت أعوام، حينها تلونا أنا ونبضي عقيدة الوفاء الأبدية .. ثم نفثنا ثلاثاً خوفاً بأن تؤذيه الحياة، لنذيب مسافات الطلاسم الصلدة فباتَ فؤادي كأساً مخملياً لينسكب به كالنبيذ وسنين عمري مفتاحاً أزلياً بين أقداره .
نبضة :
ها قد انبلج صبح غيث الأقدار العجيبة في كل مكان، ليتلوا قيثارة رداء العهد الوطيد على مر الأزمان.