الشقيق ربيع عمري الرياضي وأحلى ذكرياتي”
شكرًا أبو علي” وسام غالي توشحت به من أهالي الشقيق.
الرياضة بأنواعها وأشكالها المختلفة هي المتنفس لكل رياضي فهي صحة للأبدان وغذاء للروح ونقاء للعقول وصفاء للقلوب تجمع الشعوب وتنشر فيهم وبينهم المحبة والمودة وتزداد بها أواصر اللقاء وروابط الإخاء ولعل أبرزها وأشهرها وأكثرها انتشارًا ورواجًا في العالم هي ” كرة القدم” يعشقها الملايين ويمارسها الصغير والكبير ويتابعها أجناس البشر.
كرة القدم لها مشاهير وأعلام على مدى التاريخ دوليًا، إقليميًا ومحليًا، والرياضيون في كل مكان يعتزون بأهل الخبرة والباع الطويل ممن سبقوهم في ممارسة كرة القدم ويعتبروهم قدوات لهم وبالذات من أصحاب الأخلاق الرفيعة رياضيًا فتجدهم يحتلون مناصب رياضية رفيعة ويحضرون مباريات ختامية لتكريم الأبطال والتواجد كضيوف شرف وهذا الأمر دارج حتى في الأحياء ومنافساتها الرياضية وكذلك المؤسسات الحكومية والخاصة التي تهتم بكرة القدم كنشاط رئيسي ضمن أنشطتها.
صحيفة ” البيان ” اليوم تسعد باستضافة رمز من رموز الرياضة في كرة القدم بمحافظة صبيا وقوز الجعافرة وكذلك في محطة تحلية الشقيق وهو أبو علي محمد علي النهاري في لقاء صحفي خاص تكتنفه الذكريات الرياضية العطرة في عقود من السعادة والفرح وتخالجه العبرات والصمت مع الحزن لحال الرياضة في صبيا الحبيبة، هذا التناقض العجيب سوف نأتي عليه شيئًا فشيئًا خلال هذا الحوار التالي :
– من هو محمد علي النهاري؟
محمد علي النهاري، مواليد صبيا أسكن في قوز الجعافرة، من طلاب مدرسة الرجيع في المرحلة الابتدائية، انتقلت مع والدي إلى مدينة جدة وهناك أكملت المراحل الدراسية، منذ صغري عشقت كرة القدم ومارستها مع فرق المدارس ثم الثانوية الصناعية ولعبت لفريق الربيع بجدة ثم بعد التخرج انتقلت لمدينة الجبيل الصناعية بحكم الوظيفة والتعيين، عدت بعد ذلك لمسقط رأسي ومعشوقتي جازان، استقر بي المقام في تحلية الشقيق.
– يبدو بأنك مكثت في جدة طويلًا؟
نعم فلقد ذهبت إليها طفلًا وأكملت دراستي الإبتدائية والمتوسطة والثانوية هناك وقد كبرت ونضجت في عروس البحر.
لم تتحدث عن تحلية الشقيق في سيرتك الذاتية ومشوارك آنفًا؟
طبعًا بمجرد عودتي لجازان الحبيبة كان تواجدي مباشرة في تحلية الشقيق عام ١٤٠٩هـ حتى تقاعدت من هناك عام ١٤٣٨هـ.. حيث كانت رحلة حافلة بالعطاءات والذكريات الجميلة.
– متى ارتبط النهاري بالنشاط الرياضي وتحديدًا كرة القدم؟
ارتبطت بالأنشطة الرياضية في الجبيل عام ١٤٠٨هـ مع منتخب التحلية في الجبيل كلاعب.
– قاطعته بسؤالي عن ارتباطه كمسؤول أو مشرف وليس كلاعب؟
فأكمل النهاري : انتقلت في العام التالي ١٤٠٩هـ إلى تحلية الشقيق وواصلت مشواري كلاعب كرة قدم واشتهرت بلقب ” دابو” حيث شبَّهني الرياضيون بثعلب الكرة السعودية ” أمين دابو” بعد ذلك من خلال مشاركاتي الدائمة في البرامج والأنشطة الرياضية داخل تحلية الشقيق والتي تحتوي على العديد من المرافق الرياضية ويتم فيها تنظيم عدد من الفعاليات والبرامج الرياضية فقد تم اختياري مشرف رياضي ومن هنا بدأت مشواري الرياضي في الشقيق وتعتبر استكمال لحياتي الرياضية سابقًا في جدة والجبيل ، وتبقى ” تحلية الشقيق” هي الرحلة الأجمل في حياتي العملية والاجتماعية والرياضية والثقافية.
– كم عامًا امتدت رحلتك الرائعة بالشقيق؟
أمضيت ٢٨ عامًا في غاية الروعة والجمال وبها أحلى الذكريات.
– كيف استطعت الوصول لهذه المكانة الرياضية في تحلية الشقيق؟وهل أنت من ترشحت لميولك الرياضية أم كان لشخصيةٍ ما دور في ترشيحك؟
-الأنشطة الرياضية بدأت فيها كلاعب وتميزت كما ذكرت بشهرة ” دابو” ومحاكاته في كل شيء لعشقي له وللأهلي بشكل عام، بعد مشواري في حواري الشقيق كلاعب جاءت فكرة ترسيم الأنشطة الرياضية في داخل تحلية الشقيق ولضرورة وجود مسؤول وأعضاء تشرفت وسعدت بترشيح الأغلبية لمحمد نهاري ليكون مسؤولًا عن النشاط الرياضي في تحلية الشقيق آنذاك وكان المسؤول وقتها المهندس حسن فقيه الله يذكره بالخير هو من رشحني ودعمني في اللجنة الرياضية ومكثت في هذا الدور مع تعاقب المدراء بعده، اعتذرت عن الاستمرار في إدارة اللجنة الرياضية بعد ثلاث أو أربع سنوات ولكن جاء مدير جديد للمحطة من أبها وهو المهندس عبدالعزيز المهدي واتصل بي شخصيًا يطلب عودتي لاستلام اللجنة الرياضية في تحلية الشقيق وبالطبع عندما يتواصل معك الرجل الأول في الصرح الذي تعمل فيه تجد نفسك أمام مسؤولية كبيرة فوافقت على العودة لإدارة النشاط الرياضي عام ١٤١٤هـ حتى تقاعدت.
– نود سماع بعض الذكريات الماضية لك في الشقيق؟
الدورات الرياضية التي كنا نقوم بتنظيمها في منافسات كرة القدم والتي يشارك فيها العديد من الفرق الرياضية من أنحاء المنطقة وكنت أقوم بانتداب نخبة لاعبي كرة القدم في محافظة صبيا وقراها لمقارعة لاعبي الشقيق والدرب ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ( خالد يعقوب، محمد عايل عيساوي، عبدالله طاعة، عادل مبروك) ولا أنسى تحقيق بطولة الشقيق في أحد المواسم الرياضية لفريقي نجوم الساحل.
– ماسبب استمرار النهاري لسنوات طويلة في قيادة اللجنة الرياضية بتحلية الشقيق؟
الارتياح الكبير لبيئة العمل وجاهزية البنية التحتية وتوفر كل وسائل الراحة من خلال الملاعب والمعدات يجعلك ترتاح نفسيًا وتقدم كل مالديك بالإضافة للتعاون الكبير من المسؤول والموظف والثقافة الرياضية العالية في داخل تحلية الشقيق ولدى أبناء المحافظة عامة ومحمد النهاري بالذات توفرت له عوامل مساعدة لم تكن لتتوفر لغيره لو حل مكانه وهذا رأي الجميع حولي وقتها والميزانيات المالية والدعم والرعاة كذلك عوامل ساعدتني كثيرًا.
– أشهر الأنشطة خارج كرة القدم في الشقيق ساهمت فيه أنت؟
كنت مسؤولًا عن النشاط الرياضي بصفة خاصة ولدينا مساهمات في تفعيل عدد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية والصحية كذلك ومن أشهرها برنامج ” بلا كرش” والذي نفذناه وتفاعل معه المجتمع كما تفاعلت وسائل الإعلام كذلك وجاءني اتصال من برنامج ” المملكة هذا الصباح” لمداخلة عن البرنامج واتصل محافظ المؤسسة العامة للاستفسار فعليًا عن تنفيذ برنامج ” بلا كرش” في تحلية الشقيق.
– متى بالضبط غادر أبو علي تحلية الشقيق وترجل عن إدارة اللجنة الرياضية هناك؟
غادرت التحلية جسدًا في ١ رجب ١٤٣٨هـ ومازالت روحي معلقة هناك مع الذكريات العطرة ولا يزال التواصل مستمر مع الأحبة هناك والتواجد والحضور معهم ولكن كضيف شرف وليس كمسؤول رياضي.
– هل نجزم بالمجمل بأن النهاري غادر تحلية الشقيق ” راضٍ ومرضي عنه”؟
يشهد الله بأنني راضٍ تمام الرضا عن الجميع هناك وعن كل ماقدمت وتكفيني شهادة الزملاء قبل المدراء وأتذكر قول الزميل ” طاهر عسيري” ( أبو علي أنت شخص محبوب هنا) وكما يسعدني ويشرفني ويطيب لي أن أتذكر مبادرة عظيمة في حقي لن أنساها لأهالي الشقيق ولجميع الزملاء حيث قاموا بعد تقاعدي بتنظيم إحدى الفعاليات ضمن سلسلة برنامج أسرتي في مواسم الشقيق السياحية لمدة أسبوع وأطلقوا على المبادرة والفعالية شعار { شكرًا أبو علي} وهي ذكرى لم ولن تُمحى من ذاكرتي ماحييت… تم تكريمي من التحلية ومنتخب الشقيق الذي حققت معه إنجازات رياضية وكذلك تكريمي من قبل الرياضيين في الشقيق وعدد كبير من التكريمات والحمدلله كما قلت في سؤالك واختصرتها بعبارة ” راضي ومرضي” بفضل الله تعالى وتوفيقه.
( رابطة الأحياء في محافظة صبيا ومرحلة جديدة في حياة النهاري الرياضية)
– متى استلم النهاري رئاسة رابطة فرق الأحياء بصبيا؟
هدأ النهاري قليلًا وابتسم ثم قال : الرابطة حكاية لوحدها فقبول رئاسة الرابطة من عدمه كان أمرًا صعبًا وعسيرًا لي ولأسرتي وبالنظر لثلاثة عقود ماضية عاشت وتعايشت معها أسرتي – وبالذات زوجتي – معاناة كبيرة بسبب محمد نهاري الرياضي فالوقت فات منه الكثير والآن جاء دورهم في استقطاع نصيبهم من أبو علي الجديد بعيدًا عن الوظيفة ومهام المسؤولية الرياضية وقد وعدتهم سلفًا بالابتعاد عن المجال الرياضي، ولذلك ظلت الموافقة على منصب رئاسة رابطة فرق الأحياء بصبيا مستعصية حتى تواصل معي مسؤول الأحياء في المنطقة وأقنعني بقبول التكليف لعام مستعدًا بدعمي وخاصةً بعد أن واجهت الرابطة صعوبات وعوائق ومشاكل عديدة في عامها الأول قبل تنصيبي وفي نهاية الأمر تدخل كذلك الأستاذ خليل غاوي نائبي حاليًا لإقناعي وفي الحقيقة هو كان ولا يزال يبذل الكثير إلى جانبي في الرابطة… كذلك أهالي قريتي العرضة وفريق نجوم الساحل استبشروا بعودتي بعد التقاعد للمساهمة في عودة رياضة الساحل فلم أقاوم كل هذه الإغراءات ولأن عودة نهاري الرياضي للمجال الرياضي سهلة فقد عدت واستلمت الرابطة.
وقد وجدت تجاوب كبير في بلدية مركز قوز الجعافرة ومن رئيس المركز والمشايخ في دعم الأنشطة والفعاليات الرياضية في ساحل الجعافرة حيث استلمت النشاط الرياضي في مركز ساحل الجعافرة قبل استلام رابطة فرق الأحياء بصبيا والتي كان للزميل والصديق القديم محمد عمر دور كبير في قبولي هذه المهمة مطلع عام ١٤٣٩هـ.
– من اختار خليل غاوي أنت أم الرابطة ليكون نائبًا لك؟
خليل غاوي رياضي قديم وحكم قدير ومن بلدة رياضية معروفة وهي الباحر وقد اخترته بنفسي ليكون نائبًا لي وذلك لإدراكي التام بخبراته وقربه الكبير من فرق الأحياء بصبيا وبالفعل هو خير معين ومعاون.
– أبوعلي أنت لم تبتعد كثيرًا عن المجال الرياضي قياسًا بالمدة الزمنية بين تقاعدك وتولي رياضة الساحل ثم رابطة فرق الأحياء بصبيا، أليس كذلك؟
بالضبط لم أبتعد طويلًا ولا أعتقد بأنني أستطيع من الأساس الابتعاد عن الرياضة فهي عشق خالد لدى محمد نهاري.
– هل وجدت فرق بين مسؤوليتك كرياضي في الشقيق سابقًا وفي رابطة صبيا حاليًا؟
نعم هناك فروقات وليس فرق وفي الحقيقة لم أجد التعاون الكبير ولا الدعم المفترض وجوده ولا حتى التفاعل ولكن عزائي الوحيد وجود فرق كرة قدم في محافظة صبيا متعاونة جدًا واستطعت العمل معهم في أجواء كرة قدم حقيقية وأجد لديهم قبول تام ويتقبلون كذلك قراراتي ويطالبون باستمراري وهذا وسام فخر أعتز به.. على أمل بالتغيير للأفضل وتجاوز السلبيات الأخرى كما وعدت الإدارة العليا لرابطة فرق الأحياء بجازان … ولك ولصحيفتكم المتميزة ” البيان ” الإلكترونية حصريًا فإن رابطة الأحياء قد رفعت بإسمي لأكون ضمن الإدارة الرئيسية بجازان مع استمراري في رئاسة رابطة فرق الأحياء بصبيا.
– كيف تستطيع التوفيق بين المهمتين ؟ وهل ترى أن قربك من الرابطة الرئيسية سيعود بالنفع لصبيا؟
العمل في الإدارة الرئيسية لروابط الأحياء أقل عناءً وأوفر جهدًا من عمل الروابط الفرعية لأنها جهة إشرافية فقط ويقودها مجموعة من الخبراء الرياضيين بينما العمل في رابطة فرعية يحتاج جهد وافر ومواجهة المعاناة والمشقة، وفي الشق الثاني لسؤالك فعلًا كوني ضمن الهيكل التنظيمي والإداري الرئيسي فلابد من خدمة رابطة صبيا التي أقودها بنفسي.
– ماهو رأيك في تعاون الجهات الرسمية والمجتمعية والرعاة معكم؟
نعاني كثيرًا في هذا الجانب وبالذات بسبب عدم توفر ملاعب مناسبة في صبيا وتغلبنا على هذه المعضلة بالحصول على موافقة مركز وبلدية قوز الجعافرة ولجنة التنمية الاجتماعية لإقامة البطولات على ملعب بلدية قوز الجعافرة والذي أصبح مقرًا للرابطة بكافة مرافقه وعانينا عدم وجود رعاة وعزوف الجمهور لبعد المسافة عن صبيا ونسعى في قادم الأيام لتجاوز كل المعوقات والصعوبات التي نواجهها، والجهات الحكومية كانت ومازالت تساهم معنا كثيرًا في إنجاح كل المنافسات الكروية بالدعم والرعاية وهنا أشكر محافظ صبيا الأستاذ منصور بن زيد الداوود ورئيس مركز قوز الجعافرة ورئيس بلديتها المتعاون جدًا جدًا معنا في رياضة الساحل والرابطة.
– هل توجد لكم شراكة مع نادي الأمجاد بصبيا؟ ومامدى التعاون بينكما؟
صمتَ النهاري لبُرهة ثم تنَّهد وبدأ يتحدث وفي حديثه غصَّة ويتمتم بعض الشيء وكأن ألمًا أصابه من سؤالي!! منذ أن توليت رئاسة رابطة فرق الأحياء بصبيا سعيت جاهدًا للاقتراب من إدارة الأمجاد السابقة والحالية وكلي أمل في تفعيل جوانب عديدة للنهوض برياضة صبيا والتي تراجعت كثيرًا عكس مانسعى له فكرة القدم في كل أنحاء العالم تتقدم وتتطور ونحن في صبيا نتقهقر ونرجع للوراء ومازالت المحسوبيات وتصفية الحسابات الشخصية تسيطر على الوضع دون النظر للمصلحة العامة… حقيقةً انصدمت من المجتمع الرياضي عامة ومن نادي الأمجاد خاصة لأن رياضة صبيا تأخرت تأخرت كثيرًا وكم أتمنى أن تكون لدينا التفافة كبيرة حول الأمجاد والرابطة والعمل وفق منظومة تكاملية لمصلحة الرياضة والشباب في محافظة صبيا ولدي شخصيًا أمل كبير في هذه الفترة بأن يحدث تكاتف ونعمل جميعًا في بوتقة واحدة لنرتقي برياضة صبيا.
صحيفة ” البيان ” الإلكترونية نشكر أبو علي الذي كان ضيفًا خفيفًا وسعدت بلقائه في هذا الحوار الرائع ونتمنى لقاءه في مناسبات رياضية رائعة داخل محافظة صبيا التي سكنت قلب النهاري وشغلت عقله… ونترك له المجال لكلمة ختام.
– كلمة ختام : شكرًا لكم صحيفة” البيان” الإلكترونية على هذا اللقاء وهذه الفرصة التي تحدثت فيها عن هموم رياضة صبيا وعن جوانب من حياتي الرياضية.
وشكر خاص لك أستاذ سالم على حضورك الدائم في مناسبات رابطة فرق الأحياء بصبيا الرياضية ونتمنى لك التوفيق.