من أصعب الجروح وأشدها ألماً على الإنسان،
جرح القلب والمشاعر، إن الصدمة العاطفية أوالجسدية الشديدة، تؤثر على عضلة القلب فتتعطل وظيفة الجانب الأيسر من عضلة القلب، ويضعفٌ ويبذل جهد إضافي لتعويض إعتلال تلك العضلة, أو بما يسمى متلازمة القلب المكسور" تاكوتسيبو" فإنكسار القلب أمر مؤلم ،قد يؤذي النفس لدرجة تؤدي للوفاة، نتيجة ضغط عاطفي وضعف في القلب من فقدان مفاجئ، مثل وفاة شخص عزيز أو قلقٍ مستمر، أو هجر أو إشتياق إلى شخص أو شيءٍ ما، فيشعر بألم في الصدر وضيق في التنفس، وخفقان في القلب واضطرابات في النوم، أضرار جسديّة ونفسيّة، بالإضافة للمشاعر السلبيّة الأخرى، التي تقضي على الثقة بالنفس، وتزيد من الشعور بالوحدة و اضطراب المزاج، الذي يسبب شعورًا ومشاعر حزينة تملأ القلوب، فلا أحد يشعر بمقدار هذا الحزن إلّا الشّخص نفسه،كسهمٍ يقطّع أحشاءه، ومن ثم يصاب بالاكتئاب ويفقد طعم ولذة الحياة، انكسار القلب كلمة بسيطة من معاني عميقه.
فنحن معرضون للصدمات والإنفعالات ،والأقوال و الأفعال ،التي قد تجرح القلوب وتؤلم النفوس، سواء كانت بقصد أو بغير.
يقول الله تعالى « فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ» فلا تقهر اليتيم ولا تنهر السائل، حتى لا تكسر القلوب، بغلظة اللفظ وعبوس الوجه.
وقد حُكي أن عمر بن عبد العزيز، بعث مالاً فقال لعامله "كل مَن مدَّ يده إليك فأعطِه"، فانكسار النفس بالمنع وانكسار القلب بالإعراض ،أعظم من أن تذهب العطية لمن لا يستحق، فإياك والإستهانة بكلمة تنطقها، فبعض الكلمات كالرصاص، فالحذر من عثرات اللسان وزلاته،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب"
فلابد أن نعالج كسرات القلب ،لتعود نبضاته إلى طبيعته ويستعيد دقاته المبهجة، حتى نكمل مسيرة الحياة بشراع آمن وسط أمواج الحياة المتلاطمة، وذلك بذكر الله واليقين بقربه، فالذكر حياة القلب وعلاجا شافيا، تاكيداً لقول الله عز وجل (الذين آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
أيضا عندما تشعر بالإنكسار، تحتاج أشخاصاً إيجابين في حياتك، تقرب إلى الأشخاص الذين يساعدونك على الخروج من ظلمتك لنور الحياة، بتغيير روتينك و نمط حياتك، والتمتّع بالهدوء والاسترخاء، غير الرياضة والنوم الكافي، من أهم العوامل التي تقلل من كسرت القلب والتوتر النفسي.
وفي النهاية تصرّف بلطف مع ذاتك، ودع الأحزان تمر ولا تستقر ، تصبر فقلبك ليس مقبرة للأحزان. إن التمسُّك بالحوادث المؤلمة ،ليس مفيدًا فبالتفائل والإيجابية تجد السعادة ،فلا تنظر إلى الجانب المظلم من الأشياء ،ولاتنسى لعله خيرا ، فقد يجد الشخص في كل محنة منحة، الحياة قصة جميلة لا تتوقف عند سطر حزين، أكمل الصفحات بروح متفائلة، فقد تجد سطور سعيدة وتكون النهاية أسعد ،وتعود أن تنظر لما أعطاك الله ولا تنظر لما أخذ منك، فكل شيء من الله خير لنا وعليك التعامل بعقلانية مع التحديات اليومية، والمواقف المؤقتة الصعبة، فهي تقوي شخصيتك، وتجعلك أكثر حكمة وصبرا ورحمه و أكثر وعيًا وتدبرا، فنحن لانستطيع أن نمنع طيور الحزن، من أن تحلق فوق رؤوسنا، ولكن بإمكاننا أن نمنعها من أن تعشش على رؤوسنا .