خلق الله البشر وشَكّل في صفاتِهم وشخصياتهم وألوانِهم وأعراقهُم لتستمر هذهِ الحياة فاختلاف أطباع البشر تنتج مواقف كثيرة تستمر من خلالها الحياة فهناك البشر الصالحون وهناك البشر الطّالحون فإذا ضحكتُ قالوا ألا تحتشم بكيت فقالوا ألا تبتسم بسمت فقالوا يُرائي بها عبست فقالوا بدا ما كتم صمتْ فقالوا كليل اللسان نطقت فقالوا كثير الكلم حلمت فقالوا صنيع الجبان ولو كان مقتدراً لانتقم .
لو كان العقل على قدر الكلام لكان الشخص الثّرثار أكبر الناس عقلاً ولو كان العلم على قدر حفظ المسائل لكان التلميذ أوسع من أستاذه علماً ولو كان المال على قدر العقل لكان أغنى الناس الحكماء وأفقر الناس السّفهاء فالحياة التي يقودها عقلك أفضل بكثيرٍ من حياة يقودها كلام الناس فالناس لا ينصفون الحيّ بينهم حتى إذا ما توارى عنهم ندموا ليكن وجهك باسماً وكلامك ليِّناً تكن أحب إلى الناس ممّن يُعطيهم الذّهب والفضّة ومن أدى الأمانة ولا تكن من يشعل نيرانها في أجواف المدافع بل أنت تشعلها في قلوب الناس وأفكارهم أيضاً .
والنّاس همّهم الحياة ولا يوجد ذخراً كصالح الأعمال فكلّما لاح النّجاح نتيجة التّخطيط الجيد والمُثابرة المستمرة مقرونين بالفرصة المُواتية اعتبر الناس ذلك حظّاً ويبذل الكثير من الناس الكثير من الوقت والجهد في تفادي المشاكل بدلاً من أن يحاولوا حلّها ويظنّ الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح ولكن العكس هو صحيح النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة.
وأحسن الناس عقلاً من لم يزعل ولم يغضب فلا تهتمّ بسرعة العمل بل بجودته لأن الناس لا يسألونك كم قضيت من الوقت بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعه وبعض الناس يرون الأشياء كما هي ويتساءلون لماذا حدث هذا وآخرون يحلمون بأشياء لم تكن أبداً ويتساءلون لماذا لم تتحقق فاعمل على أن يحبّك الناس فعندما تغادر منصبك لم يكرهوك بل يحبونك كما لوكنت تتسلمه .
وأكثرُ الناس كذباً من يَكثِرُ الكلام عن نفسه وأغلب الناس عند توليهم السلطة يصبحون أشراراً لا توجد كلمة في القاموس تعدّدت معانيها وتنوّعت وتناقضت بقدر كلمة أحبك في الله كما إن هذه الكلمة لها من المعاني بقدر كبير لا تتخيله لذا عليكم بذكر الله تعالى فإنّه دواء وإيّاكم وذكر الناس فإنّه داء تعلّموا العلم وعلّموه الناس وتعلّموا الوقار والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منهم .
وأحب الناس إليّ من وضح ليّ عيوبي وإذا استغنى الناس بالدنيا فاستغني أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أُنسك بالله وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودّد إليه تنل بذلك غاية العزة والرفعة كما إنّ أسعد الناس هم من يفكرون في أكثر الأفكار مُتعة وخاطِب الناس بأسمائهم وأعتقد أن أسماءنا هي أجمل شيء تسمعه آذاننا .
إن الإنسان يفعل ما يعظ الناس به كما عليه أيضاً أن يعظ الناس بما يفعله ولا تحزن لأن الناس لا تعرفك ولكن احزن لأنك لا تعرفهم فمن كافأ الناس بالمكر كافاؤه بالغدر ، الكثير من الناس يحسبون أنهم يفهمون ما يتخيلون فلو عرفت نفسك لعرفت جميع الناس ومن الغريب أن يكون أحب الناس إلينا أقدرهم على تشويش حياتنا فهم لا يستطيعون إخفاء سيئاتهم طويلاً فتعرفه بقسوتهِ ويضرّ نفسه والناس والذين يعرفون القليل يتحدثون كثيراً أما الذين يعرفون الكثير فلا يتحدثون إلّا قليلاً..
لا تخف أبداً أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة ومن أجل التعاطف ضد الظلم والكذب والطمع لو فعل كل الناس ذلك سيتغير العالم فعقل الإنسان قابل على أن يضاعف معدل عمله بشكلٍ هائلٍ إذا ما احتاج لذلك وإذا أردت رفع مستوى إصلاح الناس فحرّض عقولهم على العمل لا عضلاتهم هذا يحول الشخص من مُتمرّد إلى بطلاً يحترمه الناس وأحيانا الجهل يصبح نعمة عندما تكون المعرفة مخيفة .