يتعرض عدد كبير من الأطفال في العالم للإهمال ، والذي يأخذ أشكالًا مختلفة : كالإهمال الجسدي الذي يمثل غالبية الحالات ويشمل سوء التغذية وعدم تلبية حاجات الطفل الجسدية والعاطفية وحرمانه وعقابة بما يترك أثرًا جسديًا كالجروح والكسور والحروق والتي قد تنتج أيضًا عن الإهمال وعدم المراقبة .
والإهمال الطبي الذي يتمثل في عدم توفير الرعاية الصحية اللازمة للطفل عند القدرة المادية عليها ، فقد يحرم الطفل منها نتيجة ممارسة الطقوس الاجتماعية كالعلاج باستخدام الطب الشعبي وربما الشعوذة في بعض المجتمعات.
والإهمال التربوي كحرمان الطفل من الدراسة أو السماح له بالتغيب عن المدرسة مما يسبب التخلف الدراسي للطفل ويؤخر نموه المعرفي وربما يكون سببًا لانحرافه ، ومن أمثلة الإهمال التربوي تعليم الطفل سلوكيات غير صحيحة كتشجيعه على الكذب والسرقة والنميمة وغيرها من السلوكيات التي تعتبر جرائم تربوية بشعة غير مدركين أثرها على الطفل في المستقبل، فالأطفال أمانة في عنق المسؤول عن رعايتهم فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ} (متفق عليه).