تمر بي الذكرى العظيمة لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية 91 ليعود بي الزمن للوراء عندما حدث جدي مهدي أبي حسن عن حياتهم وقال ياولدي كنا ننام في العراء وبيتنا من القشاش أوقات كثيرة ننام بلا طعام نتنقل من مكان إلى مكان سيرا على الأقدام بحثا عن العشب لدوابنا وبحثا عن الطعام نطهي طعامنا على الحطب والفحم ضوءنا بالليل القمر أو مسرجة أو فانوس وبعد العشاء نطفئه وننام وفي الصباح نرعى الأغنام ونجمع الحطب لنبيعه لنشتري به بعض الطعام ونزرع قليل من الأرض على الثيران بعد الأمطار لامدارس ولا استقرار من وجد ببيته صاع حب “ذرة ” فهو الغني والسعيد في ذلك الزمان يبيت الليل يحرسه من السرق ليل نهار نسافر للحج خمسة أو أربعة أشهر ونحن في الطريق على الدواب أو مشيا على الأقدام إلى مكة من جازان فينا من يعود بعد الحج وفينا من يموت ويدفن بالمكان والزمان فيه مشقة في الحصول على الماء بعدها مشقة لندرة المياه في طريق القوافل في الصحراء والتعرض لبرد شتاء الصحراء القارس أو أشعة الشمس الحارقة في الصيف ومواجهة العواصف الرملية الشديدة. ولقد كان فيه جهد وتعب وعدم راحة وعدم أمان بسبب كثرة قطاع الطرق لسرقة الحاج وحلاله مهددين حياته وكانت ملابسنا مصنف وشميز "إزار ورداء" ويبقى معنا شهر وشهران وعام نشرب من البئر والوديان ونحمله ونحفظه في الجرار من الفخار بعد طول عناء في الحصول عليه والبحث عنه من مكان إلى مكان لقلة الأبار ينام الفرد منا وهو يحرس دوابه خوفا من السرق فلا يوجد أمن أو أمان تحصل بيننا حروب على المراعي والمزارع وبين القبائل وتزهق بذلك الأرواح البريئة للثأر دون أسباب الغالبية لايعرف القراءة ولا الكتابة إلا القليل جدا من يحفظ بعض سور القرآن ووصى والدي أبي قبل موته بحب وطنه وعدم المساومة فيه أو السماح لمن يدنسه كائن من كان ونقل لي الكلام والوصية والدي وقال يا يحي كنت أنا صغير برفقة جدك وعايشت تلك المعاناة في المأكل والمشرب والسكن والملبس ووسائل المواصلات وانعدام الأمن والأمان حتى بزغ فجر موحد الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بعده شعرنا بالأمن والأمان وبدأ الاستقرار وتكونت المدن بعد الترحال ووفرت الدولة الخدمات وألف الملك بين القبائل ووصاني والدي حسن قبل موته بحب الوطن المملكة العربية السعودية والدفاع عنها بالمال والنفس والولد والسمع والطاعة لولاة أمرنا آل سعود فأقسمت لوالدي أنني سأكون رصاصة وسهما في قلب كل من يريد النيل من وطني أو يدنسه وسأحمل قلبي على راحتي دفاعا عنه فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا هكذا تعلمنا من ديننا الدفاع عن وطننا ومقدساتنا وولاة أمرنا فطاعتهم وحب الوطن من الإيمان وسأغرس ذلك في وجدان أبنائي وطلابي وأوصي إبني حسام وإخوته بحب الوطن والدفاع عنه بالنفس والمال وفي اليوم الوطني يتجدد بنا الزمن عام بعد عام وتزيد مشاعر الحب والوفاء لهذا البلد المعطاء والولاء لقادته كيف لا ونحن ننعم بالخير والأمن والرخاء وذلك بفضل الله تعالى ثم بوجودنا في هذه الدولة التي أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ومن بعده أبنائه البررة الذين ساروا على نهجه ملك بعد ملك تشييد ونهضة وبناء و تنمية وإعمار ورخاء ونماء واليوم ونحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله تعالى تمر علينا ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية 91 ونحن نتذكر ما قاله لنا الأباء عن مانقله لهم الأجداد كيف كانت عيشتهم ومعاناتهم في حياتهم مأكلهم ومشربهم ومسكنهم ودخلهم ووسيلة مواصلاتهم وطرقهم وعلاج أمراضهم فلا دخل لهم مادي إلا مايزرعون فيأكلون منه ويبيعون ومايربونه من حيوانات فيأكلون منها ويبيعون لا استقرار في مكان يسكنون العشش والخيام يتقاتلون ويتناحرون فيما بينهم على المراعي والأراضي والسلب قبيلة تغزو قبيلة مما أوجد بينهم القتل والحروب والثأرات لا يأمن الفرد على نفسه وأولاده وحلاله لا مستشفيات ولا وسائل مواصلات ولامساكن ولارواتب ولا ضمان ولا أمن ولاأمان ولا مواد غذائية إلا مايزرعون فيأكلون حتى أشرقت شمس الجزيرة بتوحيدها على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله فتبدل الحال واكتشف البترول وبدأ الإستقرار والرخاء والنهوض بالتنمية وتواصلت المسيرة في عهد ملوك المملكة العربية السعودية ملك بعد ملك حتى وصلنا على مانحن عليه اليوم أمن وأمان وسكن وعمران وتطور ورواتب لجميع فئات المجتمع ودراسة ومصاريف وعلاج بالمجان ونهضة علمية وتعليمية وصناعية وصحية واستقرار مادي وقوة ردع سعودية لكل معتدي يريد المساس بأمننا أو يدنس حدودنا حتى أصبح وطننا بفضل الله ثم حكمة وحنكة قادته والأمن الذي نعيشه والرخاء الذي نحن فيه مقصد لكل الشعوب لتأمين مستقبلهم حتى إن بعضهم يدفع الآلاف من النقود في بلده من أجل أن يصل ليعمل في السعودية لما فيها من خير وعدل وأمن وأمان وقد ميز الله تعالى المملكة العربية السعودية بمميزات عدة فمن الناحية الدينية فيها مكة المكرمة التي بها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين وإليها يتجه كل مسلم في العالم وبها المدينة المنورة والتي بها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا التشريف جعل حكام المملكة العربية السعودية يطلقون على أنفسهم لقب “خادم الحرمين الشريفين ” وسخروا كل الإمكانات البشرية والمادية لتطوير الحرمين الشريفين وخدمة زوارها من الحجاج والمعتمرين ليقضي الحاج والمعتمر والزائر نسكه بكل يسر وسهولة وميز الله المملكة العربية السعودية من الناحية الاقتصادية فالمملكة بها أكبر حقل للبترول في العالم وبها الذهب والغاز ومن الناحية السياسية حكومتنا تحكم بشرع الله والقضاء بها مستقل تطبق الأحكام على الجميع دون تفرقة أو تمييز ومايميز شعبنا كل أفراد الشعب السعودي جيل بعد جيل يتوارثون حب هذا الوطن والولاء والحب لقادته حب منبعه الإيمان بالله والمبايعة على كتاب الله وسنة رسوله طاعة لولي الأمر تنفيذا لماجاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ( قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)
وقال رسُولَ اللَّهِ ﷺ مَنْ خلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّه يَوْم القيامَةِ ولا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ ماتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتةً جَاهِليَّةًرواه مسلم”.
ومايميز أفراد الشعب السعودي كذلك حبهم لكل ملوك المملكة العربية السعودية بداية من المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وصولا إلى العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حب متوارث جيل بعد جيل حب منبعه الإيمان بالله وعدل وتطبيق شرع الله من قبل حكامنا
وحب حكام هذه البلاد لرعيتهم والحرص على رفاهيتهم ورخائهم وتوفير سبل السعادة لهم حتى
إن المواطن السعودي محسود على النعمة والرخاء والأمان الذي يعيشه وهذا الحب حب أزلي وليس حب مؤقت ينتهي مع رحيل القائد كما هو حاصل في الدول الأخرى فما إن يغادر عندهم رئيس إلا وتجد الجميع ساخط عليه لعدم عدله عندهم ومايميز الحكم لدينا أن هيئة البيعة في الأسرة الحاكمة هي من تختار حاكم البلاد ثم يبايعه الشعب عن حب وسمع وطاعة وليس إكراه لأن ذلك من الإيمان وتجد الأمور تسير بسلاسة وحب وأمن وأمان عكس مايحدث في الدول الأخرى من خراب ومظاهرات وانقلابات وأحزاب تتناحر ويقتل بعضهم بعض ويقصي بعضهم بعض ومايميز دولتنا أن كل عالم أو مبدع أو مجتهد أو مستحق يصل للمكانة التي يستحقها دون حزبية أو قبلية او نفعية فتجد الوزراء ومجلس الشورى وأعلى الرتب العسكرية وغيرها من كل الفئات والقبائل وليس حكرا على فئة أو قبيلة فمن جد واجتهد وثابرا وصل وأعطت حكومتنا الرشيدة للمرأة كامل حقوقها وجعلت منها شريكا في التنمية وتقلدت المرأة أعلى المناصب حتى وصلت لمجلس الشورى ومايميز حكامنا كذلك أنهم يحملون هم الأمة العربية والإسلامية ولايغمض لهم طرف عين حتى يعم خيرهم وعطاءهم ونصرتهم لكل مظلوم او محروم أو منكوب صلتهم وعطاءهم لكل الدول العربية والإسلامية والأجنبية وقت المحن والأزمات تنصر حكومتنا المظلوم في كل مكان شعوبا وأفراد وتحمل هم العرب والمسلمين وتحمل على عاتقها هم القضية الفلسطينية وتتكفل بالجزء الأكبر من دعم أفراد الشعب الفلسطيني وتأوي الملايين من المهجرين من أوطانهم من الدول العربية والإسلامية التي بها حروب وقلاقل دون أن تكلف المجتمع الدولي أو منظماته قرشا واحدا عكس مانشاهد في الدول العظمى من رفضهم وتخليهم عن المهاجرين المنكوبين من الدول العربية وهذا الدعم وهذا العدل وهذا البذل جعل أفراد وشعوب الدول الأخرى تلجأ للمملكة العربية السعودية في مناشداتها لطلب المساعدة كشعوب وكذلك كأفراد
وخير دليل وقوف المملكة العربية السعودية أخيرا مع الأخوة العرب نصرة ودعما في أزماتهم مثل الكويت والبحرين واليمن ومصر والأردن والسودان ودعمها لفلسطين ولبنان والعراق وغيرهم وكذلك مانشاهدها من مناشدات على مستوى الأفراد لحكام المملكة العربية السعودية من دول العالم الأخرى كمناشدة ذوي التوائم المتلاصقة وتكفل المملكة بعلاجهم أو مناشدة الأفراد من الدول الأخرى لحكام المملكة لعلاجهم أو للحج ودائما تجد المناشدات قلوبا مفتوحة وأياد ممدودة بالحب والخير والبذل والعطاء من حكام هذه البلاد حفظهم الله وماقامت به المملكة العربية السعودية في جائحة فايروس كورونا من إجراءات لخير شاهد حيث ضحت باقتصادها من أجل المواطن وسلامته وصحته وحتى المقيم والمخالف تكفلت بعلاجهم في أرقى المستشفيات وأسكنتهم في أرقى الفنادق على نفقة الدولة خلال الحجر في حين تخلت دول عظمى عن معالجة شعوبها وتكفلت السعودية بسكن وإعاشة أبنائها في خارج الوطن وأسكنتهم في أرقى الفنادق وعالجتهم في أكبر المستشفيات وتكفلت بأكلهم وشربهم ويسكنهم حتى يعودوا للوطن وأشادت بهذه الوقفه كل شعوب وأفراد العالم وماذكر سابقا جعل المملكة العربية السعودية مضرب الأمثال في العدل والأمن والرخاء والإهتمام بالمواطن ورفاهيته وأصبحت مقصد كل فقير وملجأ كل مكروب
وما هذه الفرحة والمشاعر بالتعبير عن الحب للمملكة العربية السعودية وحكامها في اليوم الوطني بين الأسر والمواطنين والمقيمين التي نشاهدها في كل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي ونسمعها ونشاهده في وسائل التواصل من المقيمين بالمملكة العربية السعودية ومن أفراد الشعوب العربية والإسلامية هنا وفي أوطانهم
ماهي إلا مواقف تعكس مكانة ووزن وثقل المملكة العربية السعودية كدولة عظمى ويعكس حب الجميع لها ولقادتها ونحن كشعب المملكة العربية السعودية يتوجب علينا الحفاظ على المكتسبات والمساهمة في البناء والتنمية والإعمار والسمع والطاعة لولاة الأمر والوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا ونصرة وطننا والدفاع عنه بأنفسنا وأولادنا وأموالنا وغرس هذا الحب في نفوس أبنائنا ووجدانهم حفظ الله وطننا من كل مكروه
وأدام عليه أمنه وأمانه ورخاءه واستقراره.