ترى كيف نقيس بميزان دقيق كيفية التعامل مع الأحبة و المقربين بما يراعي احتياجاتنا ولا يؤلم كبرياءنا؟!
متى نعاتب و متى نكتفي بالصمت؟؟
هل نرضى بالقليل من حبيب ولديه كثير ليعطيه خاصة إن كان بئر الحب مليئا بما يروي العطش وليس مجدبا.
بعض التوقعات ممن نحب تكون أجمل إذا جاءت دونما استجداء، لاشك في ذلك..
كما أن الثناء و المديح أو حتى الكلمات الجميلة نتاج العتاب تتحول لكلمات عادية كورد بلا أريج ،
بل وتلبس ثوب الذم..
وأجمل الحرف والفعل ما أتى من كيان أحدهم بلا تذكير، إن لم تتدفق الكلمات والأفعال الجميلة حبا بلا سبب، فلن يدفعها دافع من عتب.
لكن..
كم من علاقات تجمدت وصدأت من أجل كبرياء عقيم!
ماذا يمنع أن يوضح الحبيب لحبيبه ما ينتظره منه ويرضيه؟؟
ربما لا يمنح المحب جهلا لا بخلا، لذا لاضير أن نذكر سحابة ملأى بحمل من غيث بأن تهطل فتحيي أرضها الميتة المتشوقة لمائها، هنالامهانة ولا توسل بل طلب لحق طبيعي، فالمحبوب هنا لا يستجدي حبا بل يطالب بنتاج الحب الذي يدعيه المحب مثلما يطالب أحدهم بوجبةطعام لجوعه الشديد ممن أعدوا الأكل سلفا له، في هذا تنبيه لما هو موجود بالفعل فقط لا شحاذة لمفقود .
ويندرج ذلك من وجهة نظري على القريب من الناس، كلما كان قريبا ولك على قلبه سلطان كلما حق لك أن تذكره بما يسعدك قولا وفعلا.
وكلما ابتعد عن دائرة القربى لما همني عطاؤه ولا منحه.
إذاً فليذكر أحدنا محبه زوجا كان أو أخا أو ابنا أو حتى أما وخالة وصديقا، بما يسعد قلبه ويفرح خاطره.
كم من أم باتت مكلومة كونها تترفع عن أن تطلب من ابنها الاهتمام والسؤال عنها، لاشك بأن هذا واجبه برا وعطاء لكن لايمنع أن تذكره إذاما سرقته دوامة الحياة فكثير من الذكور بشكل خاص لايدرك بأنه عاق لوالديه، كيف إذن لايتم تنبيهه بحجة الكبرياء والترفع !.
قد يظن أحدهم أنه جميل الصنع كريم العطاء والحقيقة أنه مقصر ومخطئ في رضاه عن تعامله وعطائه .
لو حرص كل من الطرفين في أي علاقة أن يرشد الآخر عما يجعله يحلق حبورا لما ثقلت الأرض بمن يزحفون عليها كآبة ووحدة وحزنا.