حينما تتوارى معالم الرجولة عن الأنظار خجلاً ، وتدني عليها جلابيب (الاستئناث) وتتدثر الميوعةَ والتكسرَ شكلاً وسلوكًا لعمري إنها لمؤشرات خطيرة على الانحلال وانهيار منظومة القيم والأخلاق الإسلامية والعربية.
خلق الله الذكر والأنثى ولكل منهما طبيعته المختلفة وخصائصه التي تميزه عن الآخر وهذا الاختلاف بين الجنسين يحقق توازنًا تستقيم وتتكامل به الحياة الإنسانية.
إن ما يؤسف له حقيقة تفشي وانتشار وقائع التشبه المثلي مؤخرًا بين الجنسين في مجتمعاتنا العربية والإسلامية والتي تُعد وإلى عهد قريب بأنها مجتمعات محافظة تتكئ على إرث قيمي عربي أصيل وتهتدي بتشريع إلهي منزه عن النقائص وتستن بهدي نبوي شريف لا ينطق عن الهوى.
فحين تتجول بناظريك في الأسواق والملاعب والأماكن العامة تجد عجبًا عُجابًا مدميًا للقلوب ومؤرقًا للعقول وفاقئا للأعين ومصمًا للآذان وترى رجلاً بالغًا اكتملت فيه جسديًا خصائص الذكورة
وقد غيّر معالم رجولته في لبوسه وطلاء معالم وجهه بالمساحيق والألوان الصارخة أبيضها وأحمرها وتسريح شعره الذي تجاوز أكتافه نزولاً إلى وسطه وقد عقّده بعقد وربطات نسائية (بكلات) وقد تنافس بعض الشباب ذكورًا في قصات الشعر تشبهًا بالغرب المنحل أخلاقيًا وأشباعها بالدهانات والكريمات اللافتة للأنظار وذهب إلى ماهو أبعد من ذلك من إصباغ شعره( بالميش) بالأصباغ والألوان الصفراء والحمراء وغيرها من الألوان.
فيما تكاد تفاصيل جسده أن تختنق بالأزياء والملابس المخصرة والضيقة الواصفة لكل تفاصيله.
أحيانًا تلج في تفكير عميق تلقائي وأنت تشاهد ذلك الرجل المستأنث بكل ما تعنيه الكلمة في شكله ومشيه وكلامه وتطفق متسائلاً كيف طاوعته نفسه أن يترك معالم رجولته وسمات خشونته بين يدي أخته أو أخواته أو زوجته وربما بناته ويدعهن يعبثن بمعالم رجولته وتشكيله على هواهن ورسمه بطريقتهن.
ألم يسأل نفسه ماذا أبقى لأخته وزوجته وبناته من معالم الأنوثة وهو ينافسهن في معالمها؟
أنى له مقابلة الآخرين دون حياء ولا خجل وهو في حال أقرب فيه للأنوثة من الرجولة التي زينه الله بها وفضله بها على النساء؟
النساء لا يغريهن الرجل المتشبه بهن ولا يلتفتن إلا للرجل الذي تضج رجولته بالخشونة والجلادة والقدرة على تحمل المشاق والمسؤوليات الجسام.
النسوة يردن رجلاً مغريًا برجولته وليس متشبهًا بهن في زينتهن وحليهن وتكسرهن ونعومتهن.
إنه لأليم جداً أليم انحدار الرجولة إلى مستنقع الاستئناث ومنافستهن على طبيعتهن.
إنه لأليم جد أليم تشبه رجالنا بأشباه الرجال في الغرب الكافر في الميوعة والتكسر .
إنها لطامة كبرى حينما لا تستطيع التفريق بين رجل كامل الرجولة وبين أنثى ولا تميز أحدهما عن الآخر.